للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١)} الملك: ١، وأن اليد صفة ذاتية لله - عز وجل -؛ وأن هذا مستفاد من إضافة اليد لله تعالى في آية الملك (١).

ويبين الشيخ - رحمه الله - تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} الذاريات: ٤٧، بأن تفسير السلف لـ (أيد) بالقوة ليس من التأويل، فقال: " لأن الأيد هنا مصدر آد، وليس بجمع لِيَدٍ، فليس في ذلك متمسك لمن يقول: إن السلف تناقضوا في آيات الصفات تأويلاً وتركاً للتأويل" (٢).

ويقرر الشيخ كذلك عند قوله تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} الزمر: ٦٧، بأن: "لله سبحانه يميناً حقيقية على ما يليق بجلاله؛ وأنه سبحانه يطوي السماوات بيمينه حقيقة يوم القيامة على ما يليق بكماله" (٣).

صفة اليد ثابتة بالكتاب والسنة:

قال ابن القيم - رحمه الله -: "ورد لفظ اليد في القرآن والسنة وكلام الصحابة والتابعين في أكثر من مئة موضع وروداً متنوعاً متصرفاً فيه، مقروناً بما يدل على أنها يد حقيقية؛ من الإمساك، والطي، والقبض، والبسط، ... وأخذ الصدقة بيمينه ... وأنه يطوي السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى ... " (٤).

وما ورد في نصوص الوحيين من الألفاظ التي جاءت بإثبات القبض والبسط ... لله تعالى، هي من الأدلة الكثيرة التي تؤيد ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من إثبات صفة (اليد) لله - عز وجل - على ما يليق بذاته سبحانه من غير تمثيل، إذْ هو: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} الشورى: ١١، وذلك أن القبض والبسط قد ورد إضافتهما إلى أشياء محسوسة تُقبض باليد الحقيقية، ولا يصح حملها على القبض والبسط المعنوي، كقوله


(١) ينظر: تفسير الجلالين (٨٧، ١٩٥).
(٢) تفسير الجلالين (ص ١٠٩).
(٣) الإحكام في أصول الأحكام (١/ ٢٢٣) مع تصرف يسير.
(٤) ينظر: مختصر الصواعق المرسلة (٢/ ١٧١).

<<  <   >  >>