للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- حديث عائشة رضي الله عنها في قصة المجادلة وقولها: (الحمد لله الذي وسع سمعُه الأصوات) (١).

وأهل السنة والجماعة يقولون: " إن الله سميع بسمع يليق بجلاله وعظمته، كما أنه بصير ببصر، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} الشورى: ١١ " (٢).

قال الحافظ ابن القيم - رحمه الله -: "وهو سميع بصير له السمع والبصر، يسمع ويبصر وليس كمثله شيء في سمعه وبصره" (٣).

وقال الهراس (٤) - رحمه الله -: " أما السمع فقد عبرت عنه الآيات بكل صيغ الاشتقاق، وهي: سَمِعَ، ويَسْمَعُ، وسَميِعٌ، وأسْمَعُ، فهو صفة حقيقية لله، يدرك بها الأصوات" (٥).


(١) أخرجه البخاري تعليقاً (٤/ ٢٣٠٦) في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: (وَكَانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً ((النساء:١٣٤).
(٢) ينظر: صفات الله - عز وجل - الواردة في الكتاب والسنة (ص ١٧٨).
(٣) الصواعق المرسلة (٣/ ١٠٢٠).
(٤) هو: محمد بن خليل هراس، ولد بطنطا من محافظة الغربية بمصر سنة (١٩١٦ م)، حاز الدكتوراه في التوحيد والمنطق، أعير إلى المملكة العربية السعودية، ودرس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ثم أعير مرة أخرى، وأصبح رئيساً لشعبة العقيدة في قسم الدراسات العليا في كلية الشريعة سابقاً بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، عاد لمصر وشغل منصب نائب الرئيس العام لجماعة أنصار السنة النبوية، ثم الرئيس العام لها بالقاهرة، توفي - رحمه الله - سنة (١٩٧٥ م) عن عُمر يناهز الستين، وكان - رحمه الله - سلفي المعتقد شديداً في الحق، قوي الحجة، له مؤلفات عدة، منها: تحقيق كتاب المعنى لابن قدامة، تحقيق وتعليق على كتاب التوحيد لابن خزيمة، شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية.
ينظر: شرح العقيدة الواسطية للهراس عناية علوي السقاف (ص ٤٣ - ٤٤).
(٥) شرح الواسطية (ص ١٢٠).

<<  <   >  >>