للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصفة الاستواء (١) على العرش صفةٌ فعلية خبرية ثابتة لله - عز وجل - بالكتاب والسنة.

فمن الكتاب:

-قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)} طه: ٥.

-وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (الأعراف: ٥٤، يونس: ٣، الرعد: ٢، الفرقان: ٥٩، السجدة: ٤، الحديد: ٤).

ومن السنة:

- حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيده، فقال: (يا أبا هريرة! إن الله خلق السماوات والأراضين وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ...) (٢).

- حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -؛ أيضاً قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض فإن


(١) والفرق بين صفة العلو وصفة الاستواء على العرش:
- ... أن صفة العلو من الصفات الذاتية التي لا تنفك عن البارئ أبًدا، فلم يزل -سبحانه وتعالى- عاليًا فوق المخلوقات، وأما صفة الاستواء على العرش، فهي صفة فعلية، كان في وقت لم يكن مستوياً على العرش، وفي وقت كان مستويًا، فقبل خلق السماوات والأرض كان العرش موجودًا، ولم يكن الله مستويًا عليه، ثم استوى عليه بعد خلق السماوات والأرض. كما بينه -سبحانه- في الآيات. أما العلو، فالرب -سبحانه- لم يزل قط عاليًا.
- ... أن صفة الاستواء على العرش صفة دل عليها الشرع دون العقل، لولا أن الله أخبرنا أنه مستو على العرش لما علمنا، بخلاف صفة العلو، فإنه دل عليها الشرع والعقل والفطرة، فالناس فطروا على أن الله في العلو وأنه فوق المخلوقات.
وصفة العلو وصفة الاستواء على العرش، من الصفات التي اشتد النزاع فيها بين أهل السنة وبين أهل البدع، وكلاهما من العلامات الفارقة بين أهل السنة وأهل البدع.
ينظر: شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله، على موقعه في الشبكة العنكبوتية http://www.sh-rajhi.com.
(٢) أخرجه النسائي في "التفسير"، عند قوله تعالى: {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (١٩)} برقم (١١٣٢٨)، قال عنه الألباني: جيد الإسناد، ينظر: مختصر العلو للذهبي تحقيق الألباني (ص ٧٥).

<<  <   >  >>