للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: (تعلموا السحر ولا تعملوا به) فليس بحديث لا صحيح ولا ضعيف " (١).

والذي عليه أكثر أئمة أهل السنة أن تعلم السحر لأي غرض؛ لا يجوز؛ فقوله تعالى: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} البقرة: ١٠٢،فيه دليل على أن تعلم السحر كفر، وظاهره عدم الفرق بين تعلم السحر ليكون ساحراً، وتعلمه ليقدر على دفعه، وبه قال أحمد (٢).

وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من تعلم شيئاً من السحر قليلاً كان أو كثيراً كان آخر عهده من الله) (٣).

ومن ثم أفتى بعض العلماء بكفر متعلم السحر كما نص عليه أصحاب الإمام أحمد، قال ابن قدامة - رحمه الله -: إن تعلم السحر، وتعليمه حرام، لا نعلم فيه خلافاً بين أهل العلم، قال أصحابنا: ويكفر الساحر بتعليمه وتعلمه، سواء اعتقد تحريمه، أو إباحته (٤).

وقال النووي: الصحيح الذي قطع به الجمهور أن تعلم السحر وتعليمه حرم (٥).

وبين أن الله ذم الشياطين في تعليمهم الناس السحر، ولأن تعليمه يدعو إلى فعله، وفعله محرم، فحرم ما يدعو إليه (٦).

وبناءً على ذلك فإنه لا يجوز تعلم السحر؛ لأنه لا يخرج عن كونه مبنياً على الشرك، أو الكذب، أو الخداع والغش، ونحو ذلك مما هو ضار بالفرد والجماعة، قال تعالى: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ


(١) فتاوى اللجنة (١/ ٥٤٩ - ٥٥٠).
(٢) ينظر: تيسير العزيز الحميد (ص ٣٨٣)، وفتح المجيد (ص ٣١٥)، والدين الخالص لصديق حسن خان (٢/ ٣٢٦)، السحر بين الحقيقة والخيال (ص ١٥١ - ١٥٥).
(٣) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (١٠/ ١٨٤) برقم (١٨٧٥٣) عن صفوان بن سليم، وهو مرسل -والمرسل ضعيف-. وينظر: المحلى لابن حزم (١١/ ٤٧٩)، الدر المنثور (١/ ١٠٣)، وروي موصولاً عن علي كما عند ابن عدي في الكنز برقم (١٧٦٥٣).
(٤) المغني (١٢/ ٣٠٠). وينظر: الكافي (٥/ ٣٣٣) المقنع مع الشرح الكبير والإنصاف (٢٧/ ١٣٣ - ١٤٩)، الإقناع لطالب الانتفاع للحجاوي (٤/ ٢٩٩)، المسائل العقدية في فيض القدير للمناوي عرض ونقد (ص ٣٤٠).
(٥) روضة الطالبين (٩/ ٣٤٦).
(٦) المجموع (١٨/ ٢٢ - ٢٣).

<<  <   >  >>