للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلاف الاستقامة هو الإلحاد، وقد ذكر أهل العلم للإلحاد في أسماء الله تعالى أنواعاً يجمعها أن نقول: هو الميل بها عما يجب اعتقاده فيها. وهو على أنواع:

النوع الأول: إنكار شيء من الأسماء، أو مما دلت عليه من الصفات، ومثاله:- من ينكر أن اسم الرحمن من أسماء الله تعالى كما فعل أهل الجاهلية.

أو يثبت الأسماء، ولكن ينكر ما تضمنته من الصفات، كما يقول بعض المبتدعة (١): إن الله تعالى رحيم بلا رحمة، وسميع بلا سمع.

يقول الشيخ محمد بن عثيمين: "إنكار شيء من أسماء الله أو صفاته نوعان:

أ- إنكار تكذيب، وهذا كفر بلا شك فلو أن أحداً أنكر أسماً من أسماء الله، أو صفة من صفاته الثابتة في الكتاب والسنة مثل: أن يقول ليس لله يد، فهو كافر بإجماع المسلمين؛ لأن تكذيب خبر الله ورسوله كفرٌ مخرج عن الملة.

ب- إنكار تأويل، وهو أن يجحدها، ولكن يؤولها، وهذا نوعان:

١ - أن يكون لهذا التأويل مسوغ في اللغة العربية فهذا لا يوجب الكفر.

٢ - أن لا يكون له مسوغ في اللغة العربية، فهذا موجب للكفر، لأنه نفاها نفياً مطلقاً فهو مكذّب حقيقة، ولو قال في قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} المائدة: ٦٤، المراد بيديه السماوات والأرض فهو كافر، لأنه لا يصح في اللغة العربية، ولا هو مقتضى الحقيقة الشرعية فهو منكر مكذب، لكن إن قال المراد باليد النعمة أو القوة، فلا يكفر؛ لأن اليد في اللغة تطلق على النعمة" (٢).


(١) مثل المعتزلة: أتباع واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، فهم يثبتون الأسماء، وينكرون الصفات، معتقدين أن إثباتها يؤدي إلى تعدد القدماء.
ينظر: المعتزلة، وأصولهم الخمسة، وموقف أهل السنة منها د. عواد المعتق (ص ٨٤).
(٢) المجموع الثمين (٢/ ٦٢ - ٦٣).

<<  <   >  >>