للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حكم التمثيل:

التمثيل كفر؛ لأنه تكذيب لقوله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} الشورى: ١١، قال إسحاق بن راهويه: " من وصف الله فشبه صفاته بصفات أحد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم ... " (١).

والعقل لا يمكن أن يفرض لله مثيلاً؛ لظهور التباين بين الخالق والمخلوق ببداهة العقول، لكن لفظ التشبيه الذي يستعمل بمعنى التمثيل صار في كلام الناس لفظاً مجملاً، يراد به المعنى الحق وهو ما نفاه القرآن بقوله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} الشورى: ١١، ويراد به باطل وهو ما عناه الجهمية وأضرابهم؛ فالمثبت للأسماء والصفات هو عند الجهمي ممثل؛ والمثبت للصفات هو عند المعتزلي ممثل؛ والمثبت لجميع ما أثبته الله ورسوله في كتابه وسنة رسوله من الأسماء والصفات هو عند الأشاعرة والكلابية والماتريدية ممثل، ولذلك لا بد من التفصيل والبيان عند الحكم (٢).

نفي التمثيل أولى من نفي التشبيه:

وذلك لثلاثة أوجه:

أولاً: أن التمثيل هو الذي ورد بنفيه القرآن، "والتعبير عن الحق بالألفاظ الشرعية الإلهية هو سبيل أهل السنة والجماعة" (٣).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في تقرير ذلك: " ذكرت في النفي التمثيل ولم أذكر التشبيه لأن التمثيل نفاه الله بنص كتابه حيث قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} الشورى: ١١، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥)} مريم: ٦٥، وكان أحب إلي من لفظ ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (٤).


(١) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (٣/ ٥٣٢)، شرح الطحاوية (١/ ٥٨).
(٢) نواقض توحيد الأسماء والصفات (ص ٥٣).
(٣) شرح الطحاوية (١/ ٧٠، ٧١).
(٤) مجموع الفتاوى (٣/ ٢٦٦).

<<  <   >  >>