للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- تعريف الشياطين:

يعرف الشيخ - رحمه الله - الشياطين، فيقول: "الشياطين كلمة عامة تشمل كل متمرد من شياطين الإنس والجن" (١).

يقول ابن منظور (٢):

"كل متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان" (٣).

ومن هذا يتضح أن لفظ (شيطان) يطلق على إبليس، ويطلق على جنس من الجن وهم المردة من ذرية إبليس، ويطلق على المتمرد من الإنس على أوامر ربه.

فأما إطلاقه على إبليس ففي مثل قوله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا} البقرة: ٣٦، وقوله تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ} الأعراف: ٢٠، وقوله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ} الأعراف: ٢٧، وهذا غالب إطلاقه، فالشيطان علم في الغالب على إبليس.

وأما إطلاقه على جنس من الجن ففي مثل قوله تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (٢١٠)} الشعراء: ٢١٠، وقوله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (٢٢١)} الشعراء: ٢٢١، {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (٣٧)} ص: ٣٧، {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} الملك: ٥، وهو هاهنا وصف لهم.


(١) فتاوى اللجنة (٣/ ٣٦٠ - ٣٦١).
(٢) هو: أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن علي الأنصاري الإفريقي المصري، ولد سنة (٦٣٠ هـ)، وهو إمام لغوي حجة، أشهر أعماله وأكبرها هو لسان العرب، عشرون مجلداً، جمع فيها أمهات كتب اللغة، فكاد يغني عنها جميعاً. عمل على اختصار وتلخيص عدد هائل من كتب الأدب المطولة، وقال عنه ابن حجر: "كان مغرى باختصار كتب الأدب المطوّلة"، ويقول الصفدي: "لا أعرف في الأدب وغيره كتاباً مطولاً إلا وقد اختصره، وأخبرني ولده قطب الدين أنه ترك بخطه خمسمائة مجلدة ". له شعر رقيق. عمي في آخر عمره وتوفي بمصر سنة (٧١١ هـ).

ينظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر (٥/ ٣١ - ٣٣)، وبغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي (١/ ٢٤٨)، وحسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة للسيوطي (١/ ٣٨٨، ٥٣٤).
(٣) لسان العرب (١٣/ ٢٣٨)، وينظر: تاج العروس (٩/ ٢٥٣).

<<  <   >  >>