للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد جاءت آية سورة الكهف مصرحة بأن إبليس من الجن، قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} الكهف: ٥٠.

وإزاء هذه الآيات فقد انقسم العلماء في هذه المسألة إلى فريقين ساق أقوالهما الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله -.

وقد ذهب ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله إلى أنه لا منافاة بين القولين المتقدمين، بل الخلاف لفظي.

قال ابن تيمية - رحمه الله -: "والتحقيق أنه -أي إبليس- كان منهم باعتبار صورته وليس منهم باعتبار أصله ولا باعتبار مثاله، ولم يخرج من السجود لآدم أحد من الملائكة لا جبرائيل ولا ميكائيل ولا غيرهما" (١).

وقال ابن القيم - رحمه الله -: "الصواب التفصيل في هذه المسألة، وأن القولين في الحقيقة قول واحد، فإن إبليس كان مع الملائكة في صورته وليس منهم بمادته وأصله، وكان أصله من نار وأصل الملائكة من نور، فالنافي كونه من الملائكة والمثبت لم يتواردا على محل واحد" (٢).

ما ذكره ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله فهو ترجيح لقول القائلين بأن إبليس من الجن لا من الملائكة.


(١) مجموع الفتاوى (٤/ ٢٤٦).
(٢) تفسير القاسمي (٢/ ١٠٤).

<<  <   >  >>