للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تواترت نصوص الكتاب والسنة نصاً وظاهراً في الدلالة على أفضليته - صلى الله عليه وسلم - على غيره من الأنبياء والرسل، وأوردها غير واحد من أهل العلم ممن كتبوا في خصائصه - صلى الله عليه وسلم - (١)، وأجمعت الأمة على القول بمقتضاها (٢).

يقول القاضي عياض - رحمه الله -: "لا خلاف أنه أكرم البشر، وسيد ولد آدم، وأفضل الناس منزلة، عند الله، وأعلاهم درجة، وأقربهم زلفى، واعلم أن الأحاديث الواردة في ذلك كثيرة جداً" (٣).

وقرر السلف ذلك في عقائدهم، وعدوه من معاقد العقائد، التي يجب الإيمان بها، فقد عقد الإمام الآجري (٤) في كتاب الشريعة باباً بعنوان: "باب ما فضل الله عز وجل به نبينا - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا من الكرامات على جميع الأنبياء عليهم السلام" (٥)، وقال الحافظ عبد الغني المقدسي (٦) في عقيدته: "فصل: ونعتقد أن محمداً المصطفى خير الخلائق، وأفضلهم وأكرمهم على الله عز وجل، وأعلاهم درجة، وأقربهم إلى الله وسيلة" (٧).


(١) ينظر: غاية السؤل في خصائص الرسول لابن الملقن (ص ٢٢٣)، اللفظ المكرم بخصائص النبي - صلى الله عليه وسلم - للخيضري (٢/ ٥)، الخصائص الكبرى للسيوطي (٢/ ٣١٤).
(٢) ينظر: في حكاية إجماعهم الشفا للقاضي عياض (١/ ٢١٥)، تفسير ابن كثير (٣/ ٥٣).
(٣) الشفا (١/ ٢١٥).
(٤) هو: الإمام المحدث الفقيه الشافعي أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري البغدادي، كان عالماً عابداً صاحب سنة واتباع، انتقل إلى مكة وجاور بها، وبها توفي - رحمه الله - سنة (٣٦٠ هـ)، وله عدة تصانيف أشهرها: كتاب الشريعة.
ينظر: تاريخ بغداد (٢/ ٢٣٩)، وفيات الأعيان (٤/ ١١٣)، تذكرة الحفاظ (٣/ ٩٣٦)، وشذرات الذهب (٣/ ٣٥).
(٥) الشريعة (٣/ ١٥٥٢).
(٦) هو تقي الدين أبو محمد عبدالغني بن عبدالواحد بن علي بن سرور المقدسي الحنبلي، إمام عالم حافظ صادق عابد أثري متبع، وكان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، لا يخاف في الله لومة لائم، له مصنفات عديدة منها: الاقتصاد في الاعتقاد، وذم الرياء، وفضائل الحج، توفي سنة ستمائة (٦٠٠ هـ).
ينظر: السير (٢١/ ٤٤٣)، وتذكرة الحفاظ (٤/ ١٣٧٢)، وشذرات الذهب (٤/ ٣٤٥).
(٧) الاقتصاد في الاعتقاد (ص ١٩٦).

<<  <   >  >>