للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: أن آدم أرسل لزوجه وذريته في الجنة ونوح أول رسول أرسل في الأرض ويدل لهذا الجمع ما ثبت في الصحيحين وغيرهما ويقول: (ولكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض) (١) الحديث. فقوله: (إلى أهل الأرض) لو لم يرد به الاحتراز عن رسول بعث لغير أهل الأرض لكان ذلك الكلام حشوا بل يفهم من مفهوم مخالفته ما ذكرنا.

الوجه الثاني: أن آدم أرسل إلى ذريته وهم على الفطرة لم يصدر منهم كفر فأطاعوه ونوح هو أول رسول أرسل لقوم كافرين ينهاهم عن الإشراك بالله تعالى ويأمرهم بإخلاص العبادة له وحده ويدل لهذا الوجه قوله تعالى: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً} يونس: ١٩. أي: على الدين الحنيف أي حتى كفر قوم نوح وقوله: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ} البقرة: ٢١٣. والله تعالى أعلم " (٢).


(١) أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب قول الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} البقرة: ٣١، برقم (٤٤٧٦)، ومسلم في كتاب الإيمان باب في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أنا أول الناس يشفع في الجنة) برقم (١٩٧) وجميعهم من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
(٢) أضواء البيان (١/ ١٥٥).

<<  <   >  >>