للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القيامة: ١٨، أي جمعناه لك في صدرك فاتبع ذلك الذي جمع تلاوة وبلاغا وعملا وقد صار علماً بالغلبة على الكتاب العزيز في عرف علماء الشرع" (١) (٢).

ويقول - رحمه الله -: "القرآن: كلام الله حقاً لفظه ومعناه، تكلم به رب العالمين وسمعه منه جبريل - عليه السلام - وبلَّغه جبريل إلى محمد عليهما الصلاة والسلام دون تغيير ولا تبديل، قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥)} الشعراء: ١٩٢ - ١٩٥، وقد تكفل الله بحفظه وجمعه في قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - وبيانه له قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا (٢٣)} الإنسان: ٢٣، وقال تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (١٩)} القيامة: ١٦ - ١٩، وليس كلامه مثل كلام الإنس أو الجن أو الملائكة، بل بصفة وكيفية مختصة به تعالى لا يعلم حقيقتها إلاَّ الله سبحانه لا يشابه فيها خلقه، كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} الشورى: ١١، وكما أن ذاته تعالى لا تشبه الذوات فصفاته لا تشبه صفات أحد من المخلوقات، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً" (٣).

وهذا التعريف موافق لتعريف أهل السنة؛ بأن القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود، وأن كلام الله صفة لله، قائمة بذاته، على ما يليق بجلاله وعظمته، وأنه تعالى لم يزل متكلماً، إذا شاء، ومتى شاء، وكيف شاء، وهو متكلم بحرف وصوت يُسمع (٤).


(١) مجموعة ملفات الشيخ عبد الرزاق عفيفي (ص ٣٥).
(٢) ينظر: الصحاح في اللغة (٢/ ٦٧)، وتهذيب اللغة (٩/ ٢٧١)، والبرهان في علوم القرآن للزركشي (١/ ٢٧٨).
(٣) فتاوى اللجنة (٣/ ٢٠٩ - ٢١٠)، وينظر: مجموعة ملفات الشيخ عبد الرزاق عفيفي (ص ٣٥)،والإحكام في أصول الأحكام (٣/ ٤٠)، (٤/ ٢٠٩).
(٤) ينظر: شرح العقيدة الطحاوية (ص ١٧٤)، السنة لعبدالله بن أحمد (١/ ٢٨١)، التوحيد لابن خزيمة (١/ ٣٤٨)، السنة لابن أبي عاصم (١/ ٤١٢ - ٤١٦)، خلق أفعال العباد للبخاري (ص ١٤٩)، ومناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني (١/ ١٢).

<<  <   >  >>