للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - أن القول بالكسب بهذا المعنى قول حادث بعد انقضاء القرون الثلاثة المفضلة فلم يعرف القول به إلا في زمن الأشعري.

٣ - أن القول بالكسب بهذا المعنى قول متناقض؛ إذ القائل به لا يستطيع أن يوجد فرقاً بين الفعل الذي نفاه عن العبد، والكسب الذي أثبته له، ولهذا فإن حقيقته القول بالجبر (١) وهذا ما قاله الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله -.

٤ - أن القول بالكسب بهذا المعنى قول غير معقول؛ إذ لا حقيقة له ولا حاصل تحته، ولذا شنع أعداء الأشاعرة به عليهم، وعده بعض الأشاعرة عقدة تورّط فيها أصحاب الأشعري (٢).

٥ - أن القول بالكسب بهذا المعنى مبني على أصلين باطلين، قال بهما الأشعري وجمهور أصحابه والتزموا ما يراد عليهما، وهما: القول بأنّ الفعل هو المفعول والخلق هو المخلوق، وأن قدرة العبد لا يكون مقدورها إلا مقارناً للفعل لا خارجاً عنه (٣).

٦ - أن كبار أعلام الأشاعرة اضطربت أقوالهم في الكسب، وذهب كلّ منهم إلى رأي، وفرّ إلى قول، فمنهم من نحا إلى التّصريح بحقيقة المذهب وهو الجبر، ومنهم من اقترب إلى القول بمذهب أهل السنة والجماعة في ذلك، ومنهم من سعى إلى النهوض بالمذهب الأشعري من عثرته وتوجيه قول إمامه بما لا يوافقه عليه أصحابه الأشاعرة فضلاً عن غيرهم (٤).


(١) ينظر: مجموع الفتاوى (٨/ ١١٩، ٣٧٨، ٤٠٣ - ٤٠٧)، منهاج السنة (٣/ ٢٠٩).
(٢) ينظر: منهاج السنة (٣/ ٢٠٩)، شفاء العليل (١/ ٣٧٠).
(٣) ينظر: مجموع الفتاوى (٨/ ١١٩ - ١٢٠).
(٤) ينظر: مجموع الفتاوى (٨/ ١٢٨ - ١٢٩)، شفاء العليل (١/ ٣٦٩).

<<  <   >  >>