للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما قد ربا من أن يحيط نظمي ... عن بعضه فاقنع وخذ عن علم (١)

وقد اختلف الناس في الكلام في المفاضلة بين الصحابة - رضي الله عنهم -:

- فمنهم من أمسك عن الخوض فيها.

- ومنهم من تكلم بمقتضى النصوص.

والذي عليه إجماع أهل السنة والجماعة قاطبة القول بأفضلية أبي بكر ثم عمر - رضي الله عنهما - (٢).

يقول الإمام الشافعي - رحمه الله -: " ما اختلف أحد من الصحابة والتابعين في تفضيل أبي بكر وعمر وتقديمهما على جميع الصحابة، وإنما اختلف من اختلف منهم في علي وعثمان" (٣).

قال البيهقي - رحمه الله - بعد ذكره قول الشافعي هذا بسنده: " وروينا عن جماعة من التابعين وأتباعهم نحو هذا" (٤).

وقال يحيى بن سعيد القطان (٥) - رحمه الله -: " من أدركت من أصحاب النبي والتابعين لم يختلفوا في أبي بكر وعمر وفضلهما، وإنما كان الاختلاف في علي وعثمان" (٦).

وجملة أقوال السلف رحمهم الله في المفاضلة بين عثمان وعلي ثلاثة:

الأول: تفضيل عثمان على علي، هو قول جمهورهم (٧).

الثاني: تفضيل علي على عثمان، وهو قول أكثر أهل الكوفة" (٨).


(١) الدرة المضية مع شرحها لوامع الأنوار (٢/ ٣٧٧ - ٣٨٣).
(٢) ينظر: السنة لابن أبي عاصم (ص ٥٦٨)، السنة لعبد الله بن أحمد (٢/ ٥٧٤)، السنة للخلال (٢/ ٤٠٤)، شرح أصول الاعتقاد (٧/ ١٣٦)، الاعتقاد للبيهقي (ص ٥٢٢)، شرح صحيح مسلم (١٥/ ١٤٨)، مجموع الفتاوى (٣/ ١٥٣) (٤/ ٤٢١)، منهاج السنة (٨/ ٢٢٣ - ٢٢٤).
(٣) أورده البيهقي في الاعتقاد (ص ٥٢٢).
(٤) الاعتقاد للبيهقي (ص ٥٢٢).
(٥) هو يحي بن سعيد بن فروخ القطان، إمام في الحديث والسنة، توفي سنة ١٩٧ هـ.
ينظر: تاريخ بغداد (١٤/ ١٣٥)، سير أعلام النبلاء (٩/ ١٧٥).
(٦) شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٧/ ١٣٦٧).
(٧) ينظر: الاستيعاب (٣/ ٢١٤)، معالم السنن (٤/ ٣٠٣)، منهاج السنة (٢/ ٧٣، ٨٢ - ٨٥) (٨/ ٨٥)، فتح الباري (٧/ ١٦).
(٨) ينظر: معالم السنن (٤/ ٣٠٣)، منهاج السنة (٨/ ٢٢٤)،مجموع الفتاوى (٤/ ٤٢٦)، فتح الباري (٧/ ١٦).

<<  <   >  >>