للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشافهة ونقلوه لنا بكل أمانة وإخلاص ونشروا الدين في كافة ربوع الأرض في أقل من ربع قرن وفتح الله على أيديهم بلاد الدنيا فدخل الناس في دين الله أفواجاً (١).

وقد دل الكتاب والسنة على وجوب موالاة الصحابة ومحبتهم وأنها دليل صدق إيمان الرجل.

فمن الكتاب قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} التوبة: ٧١. وإذا كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مقطوعاً بإيمانهم بل هم أفضل المؤمنين لتزكية الله ورسوله لهم فإن موالاتهم ومحبتهم دليل إيمان من قامت به هذه الصفة.

ومن السنة حديث أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار) (٢).

والنصوص في هذا كثيرة جداً لا يسع المقام ذكرها على أنه يحسن التنبيه هنا على ما يترتب على موالاة الصحابة رضوان الله عليهم من الآثار الطيبة في الدنيا والآخرة مما يشحذ الهمم على تحقيق موالاتهم.

فمن آثار موالاتهم الطيبة في الدنيا الفلاح والغلبة والنصر كما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (٥٦)} المائدة: ٥٦. قال ابن كثير: "كل من رضي بولاية الله ورسوله والمؤمنين فهو مفلح في الدنيا والآخرة ومنصور في الدنيا والآخرة" (٣).

ومن ثمار محبتهم في الآخرة ما يُرجى لمُحبّهم من الحشر معهم لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله


(١) ينظر: أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة لنخبة من العلماء وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية (ص ٢٥٤)، وتفسير القرطبي (٨/ ٣٨)، وشرح صحيح مسلم للنووي (١٦/ ٨٣).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب علامة الإيمان حب الأنصار برقم (١٧).
(٣) تفسير ابن كثير (٢/ ٧٢).

<<  <   >  >>