للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما الشيعة فقد جمعوا بين الغلو والجفاء؛ فغلوا في حب عليّ بن أبي طالب حتى ألّهه بعضهم، وفضله آخرون على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -.وجفوا مع بعض الصحابة وسبوهم ورموهم بالجهل، واستطالوا في شتمهم خاصة أبا بكر وعمر، حتى صار ذلك من علامات الروافض ووصفهم، ولم يكتفوا بالسب والشتم للصحابة الكرام حتى جاوزوه إلى القول بالتبرؤ من أفاضلهم كأبي بكر وعمر وكثير من الصحابة، وتجميع الشيعة على القول بالتبري والتولي قولاً وفعلاً وعقداً (١)، وقالوا: لا ولاء إلا ببراء، أي لا ولاء لعلي بن أبي طالب واعتقاد إمامته إلا بالبراءة من أبي بكر وعمر وعثمان (٢)، بل من الشيعة من يكفر أكثر الصحابة نعوذ بالله من الضلال (٣).

هؤلاء هم الذين فرطوا أو أفرطوا في حق الصحابة - رضي الله عنهم -، والحق مع أهل الوسط أهل السنة والجماعة، ويتلخص معتقدهم في الصحابة - رضي الله عنهم - في أمور نعددها:

١ - عدالة الصحابة: الصحابة كلهم عدول ثقات.

٢ - وجوب محبة الصحابة وتوقيرهم من غير إفراط ولا تفريط، ومن غير تفريق.

٣ - وجوب ذكر محاسنهم، والترضي عنهم والدعاء لهم، وعدم الخوض فيما شجر بينهم إلا بالحق.

٤ - النهي عن سب الصحابة ن، أو ذكر أحدهم بما يسوء.

وقد تقدم الحديث عن كل واحد مما سبق.


(١) ينظر: الملل والنحل للشهرستاني (١/ ١٦٩).
(٢) ينظر: شرح العقيدة الطحاوية لاين أبي العز الحنفي (٢/ ٦٩٧).
(٣) ينظر: الفرق بين الفرق للبغدادي (ص ٢٢).

<<  <   >  >>