للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليس هناك فرق بين لفظتي الإمامة والخلافة، إذ عامة النصوص الواردة في هذا الباب تدل على إطلاق إحدى الكلمتين على الأخرى ولم يرد في شيء منها ما ينبئ على تغاير معنييهما أو الفرق بينهما، وهذا ما أفاده جمع من أهل العلم أيضاً ووجد في منصوص كلامهم.

قال النووي: " يجوز أن يقال للإمام الخليفة والإمام وأمير المؤمنين" (١).

والإمامة عند أهل السنة والجماعة من أعظم واجبات الدين؛ لأنه لا قيام للدين إلا بها، فإن الله تعالى أوجب على الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد ... ، ولا يتم ذلك إلا بالقوة والإمارة.

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: " لا بد للناس من إمارة برة كانت أو فاجرة، قيل له: هذه البرة قد عرفناها فما بال الفاجرة؟ قال: يؤمن بها السبيل ويقام بها الحدود ويجاهد بها العدو ويقسم بها الفيء" (٢).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين؛ لأنه لا قيام للدين إلاًّ بها، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس ... ؛ لأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يتم ذلك إلاَّ بقوة وإمارة، وكذلك ما أوجبه الله من الجهاد، والعدل، وإقامة الحج والجمع والأعياد، ونصر المظلوم، وإقامة الحدود لا تتم إلاَّ بالقوة والإمارة ... " (٣).


(١) روضة الطالبين (١٠/ ٤٩)، وينظر: مقدمة ابن خلدون (ص ١٧١)، وتاريخ المذاهب الإسلامية لأبي زهرة (١/ ٢٠)، ولسان العرب مادة "خلف" (٩/ ٨٣).
(٢) منهاج السنة (١/ ٥٤٨)، والسياسة الشرعية (ص ٦٣ - ٦٤).
(٣) السياسة الشرعية لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص ١٢٩) باختصار.

<<  <   >  >>