للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(من تشبه بقوم فهو منهم) (١)، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢)} المائدة: ٢" (٢).

١ - أهمية الولاء والبراء.

إن الولاء والبراء شرط في الإيمان، كما قال تعالى: {تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (٨٠) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (٨١)} المائدة: ٨٠ - ٨١.

يقول ابن تيمية عن هذه الآية: " فذكر جملة شرطية تقتضي أنه إذا وجد الشرط، وجد المشروط بحرف (لو) التي تقتضي مع الشرط انتفاء المشروط، على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده، ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب، ودلّ ذلك على أن من اتخذهم أولياء، ما فعل الإيمان الواجب من الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه ... " (٣).

والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (أوثق عرى الإيمان الحبّ في الله والبغض في الله) (٤).

يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب (٥):

" فهل يتم الدين أو يقام علم الجهاد، أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله، والمعاداة في الله والموالاة في الله، ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة، ومحبة من غير عداوة ولا


(١) أخرجه أحمد (٢/ ٥٠، ٩٢)، وأبو داود في كتاب اللباس باب في لبس الشهرة برقم (٤٠٣١)، وصححه الألباني في غاية المرام برقم (١٠٩)، وفي الإرواء برقم (١٢٦٩).
(٢) فتاوى اللجنة (٢/ ٧٣)، ينظر: المرجع السابق (٢/ ٧٤ - ٧٨) (٢/ ٩٥ - ١٠٠).
(٣) الإيمان (ص ١٤).
(٤) أخرجه أحمد برقم (١٨٠٥٣).
(٥) هو: سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، أحد أئمة الدعوة السلفية النجدية، محدث فقيه، من مؤلفاته: تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد، حاشية على المقنع في الفقه، الدلائل في عدم موالاة أهل الإشراك، توفي سنة ١٢٣٣ هـ.

ينظر: علماء نجد خلال ثمانية قرون للبسام (٢/ ٣٤١)، وعلماء الدعوة لعبد الرحمن آل الشيخ (ص ٣٧).

<<  <   >  >>