للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شابههم ممن عرف الله وعاند فسب الله ورسوله، وعاداهم، وقتل الأنبياء، وهدم المساجد، وأهان المصاحف- أنه مؤمن كامل الإيمان.

٥ - قول الماتريدية: أن الإيمان هو التصديق، وأما قول اللسان فهو دليل عليه وليس داخلا فيه، وأما العمل فغير داخل فيه.

٦ - قول الكرامية: أن الإيمان قول باللسان فقط. وهذا لإثبات إيمانه في الدنيا، أما في الآخرة فمن لم يرافق قوله ما في قلبه من الاعتقاد الصحيح -كالمنافق- فهو مخلد في النار.

٧ - قول الكلابية والأشعرية: ولهم في الإيمان قولان:

أحدهما: أنه قول واعتقاد وعمل، وهذا قول موافق لأهل السنة والجماعة.

والثاني: أن الإيمان مجرد تصديق القلب ومعرفته، ويختلف تعبير الأشاعرة هنا فتارة يقولون هو المعرفة كقول جهم، وتارة يقولون هو التصديق (١).

أما مذهبهم في مرتكب الكبيرة فهو موافق لقول أهل السنة.

ويلاحظ أن القول الثاني هو الذي اشتهر عند الأشاعرة، وهو الذي نصره أئمتهم ممن جاء بعد الأشعري، وهو الذي استقر عليه المذهب؛ وهذه خلاصة الأقوال في الإيمان (٢).


(١) ينظر: الإيمان لابن تيمية (ص ١٨٩ - ٢٣٩)، والتسعينية (ص ١٦٠)، ومجموع الفتاوى (٢/ ٩٤).
(٢) ينظر: موقف ابن تيمية من الأشاعرة (٣/ ١٣٤٩ - ١٣٥١)

<<  <   >  >>