للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد بين الفيروز آبادي (١) أن في اشتقاق لفظ الإله ومعناه عشرين قولاً (٢).

وتعريف الشيخ عبد الرزاق: يوافق تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية: حيث عرفه، بقوله: "فهذا التوحيد الذي في كتاب الله: هو توحيد الألوهية وهو أن لا تجعل ولا تدعو مع الله غيره" (٣).

ويؤيد هذا قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (٣٩)} الإسراء: ٣٩. وقوله سبحانه {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} القصص: ٨٨.

ب- أساليب القرآن في تقرير توحيد الألوهية:

ويذكر الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - بعض أساليب القرآن في تقرير توحيد الألوهية وأن القرآن مملوء من تقرير هذا التوحيد، وبيانه، وضرب الأمثال له، ومن هذه الأساليب التي بينها - رحمه الله -:

أولاً: تقرير توحيد الألوهية بتوحيد الربوبية، كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١)} البقرة: ٢١، أي أن من أقر بأنه لا يخلق إلا الله، ولا يرزق إلا الله ... لزمه أن لا يعبد إلا الله، إذ كيف يعبد من لا يخلق، ولا يرزق، ولا يملك من الأمر شيئاً؟!

قال - رحمه الله -: "إن الطريق الفطري لإثبات توحيد الإلهية الاستدلال عليه بتوحيد الربوبية. فإن قلب الإنسان يتعلق أولاً بمصدر خلقه، ومنشأ نفعه وضرهّ، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الوسائل التي تقربه إليه، وترضيه عنه، وتوثق الصلات بينه وبينه، فتوحيد الربوبية باب لتوحيد


(١) هو محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الفيروز آبادي الشيرازي الشافعي من أئمة اللغة والأدب، صنف في فنون متعددة، من مؤلفاته: القاموس المحيط، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، سفر السعادة توفي سنة ٨١٧ هـ.
ينظر: البدر الطالع للشوكاني (٢/ ٢٨٠)، شذرات الذهب (٧/ ١٢٦)، طبقات المفسرين للداودي (١/ ٣١٢).
(٢) ينظر: القاموس المحيط (ص ١٦٠٣).
(٣) ينظر مجموع الفتاوى (٢/ ٢٧٧)، وينظر درء تعارض العقل والنقل (٧/ ٣٩٧).

<<  <   >  >>