للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٧٥) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٧٦)} النحل: ٧٥ - ٧٦" (١).

إلى غير ذلك من طرق القرآن في تقرير توحيد الألوهية، والتي هي خبر المعصوم، وموجب الفطرة، ومقتضى العقل الصحيح.

قال الشيخ - رحمه الله -: " وهذا مما استقر في فطرهم، ونطقت به ألسنتهم، وبه قامت الحجة عليهم فيما دعتهم إليه الرسل من توحيد العبادة؛ وما ذكر من الآيات قليل من كثير؛ ومن سلك طريق القرآن في الاستدلال، واهتدى بهدي الأنبياء في الحجاج اطمأنت نفسه، وقوي يقينه، وانتصر على مناظره. فإن في ذلك الحجة، والبرهان من جهتين: الأولى: أنه خبر المعصوم. والثانية: أنه موجب الفطرة، ومقتضى العقل الصحيح" (٢).

قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله -: " لما كان توحيد الباري أعظم المسائل وأكبرها وأفرضها وأفضلها، وحاجة الخلق إليه وضرورتهم فوق كل ضرورة تقدر، فإن صلاحهم وفلاحهم وسعادتهم متوقفة على التوحيد نَوَّع الله الأدلة والبراهين على ذلك، وكانت أدلته واضحات، وبراهينه ساطعات" (٣).

وما زال أهل السنة منذ عهد الصحابة إلى يومنا هذا وأهم المهمات عندهم هو توحيد الألوهية وتحقيقه، كما هي طريقة الأنبياء والرسل.

قال شيخ الإسلام: - بعد سوقه لأدلة هذا التوحيد من القرآن-: " ونظائر هذا في القرآن كثير، وكذلك في الأحاديث، وكذلك في إجماع الأمة لا سيما أهل العلم والإيمان منهم، فإن هذا عندهم قطب رحى الدين كما هو الواقع" (٤).


(١) ينظر: الإحكام في أصول الأحكام، تعليق الشيخ عبد الرزاق عفيفي (٣/ص ٢٢٨).
(٢) مذكرة التوحيد (ص ٤٤).
(٣) فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والأخلاق والأحكام المستنبطة من القرآن (ص ٨٣).
(٤) مجموع الفتاوى (١/ ٢١).

<<  <   >  >>