للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما وجه دلالة هذه الكلمة العظيمة على أقسام التوحيد الثلاثة فظاهر تماماً لمن تأملها: فقد دلت على إثبات العبادة لله ونفيها عمن سواه، كما دلت أيضاً على توحيد الربوبية فإنَّ العاجز لا يصلح أن يكون إلهاً، ودلت على توحيد الأسماء والصفات فإنَّ مسلوب الأسماء والصفات ليس بشيء بل هو عدم محض، وما أحسن ما قيل: المشبّه يعبُد صنماً، والمعطِّل يعبُد عدماً (١)، والموحِّد يعبُد رباً فَرْداً صمَداً (٢).

وما أحسن قول ابن القيم في النونية:

لسنا نشبه وصفه بصفاتنا ... إن المشبه عابد الأوثان

كلا ولا نخليه من أوصافه ... إن المعطل عابد البهتان (٣).

وبما سبق تتضح موافقة الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - لأهل السنة والجماعة في معنى وفضل كلمة الإخلاص.


(١) لأن نفي جميع الصفات يستلزم نفي الذات.
(٢) ينظر: مجموع الفتاوى (٥/ ١٩٦)، والصواعق المرسلة (١/ ١٤٨)، وجامع الرسائل لابن تيمية (١/ ١٨١)،والتنبيهات السنية على العقيدة الواسطية للشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد (ص ٩)، وإعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن فوزان الفوزان (٣/ ٣٩٥).
(٣) القصيدة النونية (١/ ١٤).

<<  <   >  >>