ذهب الرجال المُقتدَى بفعالهم … والمُنكِرون لكل أمر منكر
وبقيت في خَلَفٍ يُزيِّن بعضهم … بعضا ليدفع مُعوِرٌ عن مُعوِر
فَطِنٌ لكل مصيبة في ماله … وإذا أصيب بِدِيْنِهِ لم يشعر
وقول الطغرائي:
غاض الوفاء وفاض الجُور وانفجرتْ … مسافة الخُلْف بين القول والعمل
وشان صدقَك عند الناس كِذْبُهم … وهل يُطَابَق مُعوَجٌّ بمعتدل
وقال الشاطبي:
وهذا زمان الصبر من لك بالتي … كقبض على جمر فتنجو من البلا
وذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في بدائع الفوائد أبياتا لبعضهم وهي:
قد عرف المنكر وأنكر المـ … ـعروف في أيامنا الصعبة
وصار أهل العلم في وهدة … وصار أهل الجهل في رتبة
فقلت للأبرار أهل التقى … والدين لما اشتدت الكربة
لا تنكروا أحوالكم قد أتت … نوبتكم في زمن الغربة
وقال البخاري رحمه الله تعالى في تاريخه الصغير: حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا محمد بن مهاجر، حدثنا الزبيدي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ﵂ قالت: يا ويح لبيد حيث يقول:
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم … وبقيتُ في خَلَف كجلد الأجرب
فكيف لو أدرك زمانا؟ قال عروة: رحم الله عائشة كيف لو أدركت زماننا؟ قال الزهري: رحم الله عروة كيف لو أدرك زماننا؟ قال الزبيدي: رحم الله الزهري كيف لو أدرك زماننا؟!