للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذهب الرجال المُقتدَى بفعالهم … والمُنكِرون لكل أمر منكر

وبقيت في خَلَفٍ يُزيِّن بعضهم … بعضا ليدفع مُعوِرٌ عن مُعوِر

فَطِنٌ لكل مصيبة في ماله … وإذا أصيب بِدِيْنِهِ لم يشعر

وقول الطغرائي:

غاض الوفاء وفاض الجُور وانفجرتْ … مسافة الخُلْف بين القول والعمل

وشان صدقَك عند الناس كِذْبُهم … وهل يُطَابَق مُعوَجٌّ بمعتدل

وقال الشاطبي:

وهذا زمان الصبر من لك بالتي … كقبض على جمر فتنجو من البلا

وذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في بدائع الفوائد أبياتا لبعضهم وهي:

قد عرف المنكر وأنكر المـ … ـعروف في أيامنا الصعبة

وصار أهل العلم في وهدة … وصار أهل الجهل في رتبة

فقلت للأبرار أهل التقى … والدين لما اشتدت الكربة

لا تنكروا أحوالكم قد أتت … نوبتكم في زمن الغربة

وقال البخاري رحمه الله تعالى في تاريخه الصغير: حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا محمد بن مهاجر، حدثنا الزبيدي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: يا ويح لبيد حيث يقول:

ذهب الذين يُعاش في أكنافهم … وبقيتُ في خَلَف كجلد الأجرب

فكيف لو أدرك زمانا؟ قال عروة: رحم الله عائشة كيف لو أدركت زماننا؟ قال الزهري: رحم الله عروة كيف لو أدرك زماننا؟ قال الزبيدي: رحم الله الزهري كيف لو أدرك زماننا؟!