وقد رواه ابن جرير في تهذيب الآثار فقال: حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن المغيرة، حدثنا عثمان بن سعيد عن محمد بن مهاجر، حدثني الزبيدي عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ﵂ أنها قالت: يا ويح لبيد حيث يقول:
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم … وبقيت في خَلَفٍ كجلد الأجرب
قالت عائشة: فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال عروة: رحم الله عائشة، فكيف لو أدركت زماننا هذا؟ ثم قال الزهري: رحم الله عروة فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ ثم قال الزبيدي: رحم الله الزهري، فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال محمد: وأنا أقول رحم الله الزبيدي، فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال أبو حميد: قال عثمان ونحوه نقول: رحم الله محمدا فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال ابن جرير: قال لنا أبو حميد: رحم الله عثمان، فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال ابن جرير: رحم الله أحمد بن المغيرة، فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ نقله صاحب "كنز العمال" صفحة ٢٥٨ ج٧ في آخر أشراط الساعة.
قلت: رحمة الله علينا وعليهم أجمعين إذا كان هذا قولهم في القرن الأول الذي هو خير قرون هذه الأُمَّة بنص رسول الله ﷺ، فكيف يقال فيما بعده من القرون إلى زماننا هذا في أواخر القرن الرابع عشر؟! فالله المستعان.
وذكر ابن الأثير أن عائشة ﵂ تمثلت ببيت آخر للبيد وهو قوله:
يتحدثون مخانة وملاذة … ويعاب قائلهم وإن لم يَشْغَب
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: قالت عائشة ﵂: رحم الله