للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا عصام بن وراد، حدثنا آدم عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية في قوله: ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ يقول: من أخلص لله، قال ابن أبي حاتم: وروي عن الربيع نحو ذلك، وقال: ذكر عن يحيى بن آدم، حدثنا ابن المبارك عن حيوة بن شريح عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير ﴿مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ﴾ قال: ﴿مَنْ أَسْلَمَ﴾ أخلص ﴿وَجْهَهُ﴾ قال: دينه، وقال أبو الفرج: أسلم بمعنى أخلص، وفي الوجه قولان:

أحدهما: أنه الدين.

والثاني: العمل.

وقال البغوي: ﴿مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ﴾ أخلص دينه لله، وقيل: أخلص عبادته لله، وقيل: خضع وتواضع لله، وأصل الإسلام الاستسلام والخضوع، وخص الوجه لأنه إذا جاد بوجهه في السجود لم يبخل بسائر جوارحه، وهو محسن في عمله قيل: مؤمن، وقيل: مخلص.

قلت: قول من قال خضع لربه هو داخل في قول من قال: أخلص دينه أو عمله أو عبادته لله، فإن هذا إنما يكون إذا خضع له وتواضع له دون غيره، فإن العبادة والدين والعمل له لا يكون إلا مع الخضوع له والتواضع، وهو مستلزم لذلك، ولكن أولئك ذكروا مع هذا أن يكون هذا الاستسلام لله وحده فذكروا المَعْنَيَيْن: الاستسلام، وأن يكون لله.

وقول من قال: خضع وتواضع لله يتضمن أيضا أنه أخلص عبادته ودينه لله، فإن ذلك يتضمن الخضوع والتواضع لله دون غيره، وأما ذكره التوجه