وقال عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب "السنة": حدثني إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، سمعت يزيد بن هارون يقول: لعن الله الجهم ومن قال بقوله؛ كان كافرا جاحدا؛ ترك الصلاة أربعين يوما يزعم [أنه (١)] يرتاد دينا، وذلك أنه شك في الإسلام، قال يزيد: قتله سالم بن أحوز على هذا القول.
وقال عبد الله أيضا: حدثني محمد بن إسحاق الصنعاني، حدثني يحيى بن أيوب، سمعت أبا نعيم البلخي شجاع بن أبي نصر، سمعت رجلا من أصحاب جهم كان يقول بقوله، وكان خاصا به ثم تركه، وجعل يهتف بكفره قال: رأيت جهما يوما افتتح طه، فلما أتى على هذه الآية: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ قال: لو وجدت السبيل إلى حكِّها لحككتها، ثم قرأ حتى أتى على آية أخرى فقال: ما كان أظرف محمدا حين قالها، ثم افتتح سورة القصص، فلما أتى على ذكر موسى جمع يديه ورجليه، ثم دفع المصحف، ثم قال: أي شيء ذكره ههنا فلم يتم ذكره، وذكره فلم يتم ذكره.
وقد رواه ابن أبي حاتم، عن عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي، عن يحيى بن أيوب … فذكره بنحوه.
وذكر شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى أن عبد الله ابن المبارك رحمه الله تعالى كان ينشد في الجهم:
عجبت لشيطان دعا الناس جهرة … إلى النار واشتق اسمه من جهنم
(١) ليست في المخطوط، والتصويب من "السنة" لعبد الله ابن الإمام أحمد ١/ ١٦٧.