للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما تلميذ الجهم بشر بن غياث المريسي فقد أراد الرشيد قتله، ولكنه لم يظفر به.

قال عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب "السنة": حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثني محمد بن نوح المضروب، عن المسعودي القاضي، سمعت هارون أمير المؤمنين يقول: بلغني أن بشر المريسي يزعم أن القرآن مخلوق، لله عليّ إن أظفرني الله به إلا قتلته قتلة ما قتلها أحدا قط.

وقال عبد الله أيضا: أخبرت عن يحيى بن أيوب قال: كنت أسمع الناس يتكلمون في المريسي، فكرهت أن أقدم عليه حتى أسمع كلامه لأقول فيه بعلم، فأتيته فإذا هو يكثر الصلاة على عيسى ابن مريم ، فقلت له: إنك تكثر الصلاة على عيسى فأهل ذاك هو، ولا أراك تصلي على نبينا ونبينا أفضل منه، فقال: ذاك كان مشغولا بالمرآة والمشط والنساء.

فهؤلاء الثلاثة هم أئمة الجهمية وقادتهم.

وقد انفرد الجهم عن صاحبيه بخمس قبائح:

إحداها: الشك في الإسلام.

الثانية: الحيرة في المعبود أربعين يوما.

الثالثة: ترك الصلاة في تلك الأيام، حتى يجد له دينا وإلها يعبده.

الرابعة: استهانته بالقرآن.

الخامسة: زعمه أنه قول البشر.

وأما بشر فقد امتاز بأمرين قبيحين: