أحدهما: تفضيل عيسى على نبينا محمد ﷺ موافقة منه للنصارى.
الثاني: الاعتراض على نبينا محمد ﷺ فيما أحل الله.
ومع هذا فما زال مذهبهم الخبيث منتشرا في أقطار الأرض من زمنهم إلى يومنا هذا، وما أكثر المستجيبين لهم من هذه الأمة قديما وحديثا، وما أشبههم بمن قال الله تعالى فيهم: ﴿قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾ [المائدة: ٧٧]، وبمن قال فيهم النبي ﷺ في الحديث الصحيح عن حذيفة ﵁ أنه قال: يا رسول الله، هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال:«نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها …» الحديث، وقد تقدم بطوله.
وفي رواية:«وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس».
وقد رأيت طائفة من الجهمية يطوفون بالكعبة ويتكلمون بالتعطيل وعقائدهم الفاسدة جهرا، وقد جعلوا ذلك بدلا عن الدعاء في الطواف، وما رأيت أحدا أنكر ذلك عليهم، فالله المستعان.
وحدثنا الثقة من أصحابنا أنه صلَّى مع جهمي في بعض مساجد عمان -ولم يعلم أنه جهمي- قال: فافتتح سورة طه، فلما أتى على قوله: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ حرَّفها وقرأها هكذا: الرحمن على العرش استولى، قال: ورفع بذلك صوته.
قلت: وهذا ما كان يوده إمامهم الجهم من حكِّها، وهو ما كان تلقاه عن