للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المفتاح شهادة أن لا إله إلا الله؛ وهي مع التشهد الأخير ركن من أركان الصلاة، لا تصح الصلاة بدونها، ومع التشهد الأول واجب تبطل الصلاة بتعمد تركها فيه، ويتلوها شهادة أن محمدا رسول الله؛ وهي قرينة الشهادة بالوحدانية وأعظم من سائر الأسنان، ثم الصلاة مع قطع النظر عما اشتملت عليه هي السن الأعظم للمفتاح؛ لأنها عمود الإسلام، إذا سقطت سقط بناء الإسلام وذهب؛ كما في الحديث الصحيح: «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة».

وأيضا فقد جاء في حديث سيأتي ذكره إن شاء الله أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، وفي حديث آخر أنها: «إن تُقُبِّلت تُقُبِّل منه سائر عمله وإن رُدَّت رُدَّ سائر عمله».

ولما كانت الصلاة مختصة بهذه المزايا دون بقية الأركان كانت مفتاحا للجنة.

وإذا عرفت أن من أتى بها فقد أتى بأصل المفتاح وزيادة، عرفت أنه لا تعارض بين حديث جابر وبين قوله في الحديث الآخر: «مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله»، والله أعلم.

الدليل الثامن عشر: ما رواه الإمام أحمد، والبخاري، والنسائي، وابن ماجة، عن بريدة قال: قال رسول الله : «من ترك صلاة العصر حبط عمله».