للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سقط سقط البيت، بخلاف العود والخشبة واللبنة ونحوها. انتهى.

الدليل السابع عشر: ما رواه الإمام أحمد، والدارمي، والطبراني في الصغير، والبيهقي في شعب الإيمان، عن جابر بن عبد الله عن النبي قال: «مفتاح الجنة الصلاة، ومفتاح الصلاة الطهور».

قال الطيبي: جعلت الصلاة مقدمة لدخول الجنة، كما جعل الوضوء مقدمة للصلاة، فكما لا تمكن الصلاة بدون وضوء، لا يتهيأ دخول الجنة بدون صلاة، قال بعضهم: فيه دليل لِمن كفَّر تارك الصلاة. انتهى.

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: هذا يدل على أن من لم يكن من أهل الصلاة لم تفتح له الجنة، وهي تفتح لكل مسلم فليس تاركها مسلما، ولا تناقض بين هذا وبين الحديث الآخر وهو قوله: «مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله»، فإن الشهادة أصل المفتاح، والصلاة وبقية الأركان أسنانه التي لا يحصل الفتح إلا بها، إذ دخول الجنة موقوف على المفتاح وأسنانه، وقال البخاري رحمه الله تعالى: وقيل لوهب بن منبه: أليس مفتاح الجنة «لا إله إلا الله»؟ قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك. انتهى.

قلت: وهذا المسلك الذي سلكه ابن القيم رحمه الله تعالى في الجمع بين الحديثين ضعيف؛ لتسويته بين الصلاة وبقية الأركان في كون الجميع أسناناً لمفتاح الجنة لا غير، وعلى هذا فلا يكون في حديث جابر فائدة، ولا يكون للصلاة مزية تخصها، والذي يظهر لي أنه إنما أطلق الصلاة على أنها مفتاح الجنة لكونها مشتملة على أصل المفتاح، وأعظم أسنانه، فأصل