ينبغي في هذا كله أن ينتظر حتى يركع أو يسجد أو يرفع أو يخفض وينقطع تكبيره في ذلك كله ثم يتبعه بعد فعل الإمام وبعد انقطاع تكبيره، وليس للسهو هاهنا موضع يعذر به صاحبه، ولم يعذره النبي ﷺ ولا أصحابه ﵃، ولا أمروه بسجدتي السهو ولكن أمروه بالإعادة، وخوّفه النبي ﷺ أن يحول رأسه رأس حمار؛ إنما ذلك لاستخفافه بالصلاة واستهانته بها، وصغر خطرها في قلبه.
فليحذر جاهل أن يعذر نفسه فيما لا عذر له فيه، فيحمل وزر نفسه، ووزر من يفتنه بحجة مدحوضة لم يحتج بها أحد من الأبرار، فاعتنوا عباد الله بصلاتكم؛ فإنها آخر دينكم، وليحذر امرؤ أن يظن أنه قد صلى وهو لم يصل. انتهى المقصود من كلام الإمام أحمد ﵁ ملخصًا.
وفي المسند، وسنن أبي داود، عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، ولا تكبروا حتى يكبر، وإذا ركع فاركعوا، ولا تركعوا حتى يركع، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، ولا تسجدوا حتى يسجد، وإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإذا صلى قاعدًا فصلوا قعودًا أجمعون».
وروى الإمام أحمد أيضا، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، من حديث أبي موسى ﵁ قال: إن رسول الله ﷺ خطبنا، فبين لنا سنتنا وعلَّمنا صلاتنا -فذكر الحديث- وفيه:«فإذا كبر وركع فكبروا واركعوا؛ فإن الإمام يركع قبلكم، ويرفع قبلكم» وفيه: «وإذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا؛ فإن الإمام يسجد قبلكم، ويرفع قبلكم» الحديث.
وفي الصحيحين، والسنن إلا ابن ماجة، عن البراء بن عازب -رضي الله