للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

٤ - قال تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ [البقرة: ٤٣]، وقال: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٠٣)[التوبة: ١٠٣]، وقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (٢٦٧)[البقرة: ٢٦٧]، وقال: ﴿وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ [الأنعام: ١٤١] (١).

* قدْ جمعَ اللهُ في كتابهِ في آياتٍ كثيرةٍ بينَ الأمرِ بإقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزكاةِ؛ لأنهما مشتركتانِ في أنهما مِنْ أهمِّ فروضِ الدينِ، ومبانِي الإسلامِ العظيمةِ، والإيمانُ لا يتمُّ إلا بهما، ومَن قامَ بالصلاةِ وبالزكاةِ كان مقيمًا لدينهِ، ومَن ضيعَهما كان لما سواهما مِنْ دينهِ أضيعَ.

فالصلاةُ فيها الإخلاصُ التامُّ للمعبودِ، وهيَ ميزانُ الإيمانِ، والزكاةُ فيها الإحسانُ إلى المخلوقينَ، وهيَ برهانُ الإيمانِ؛ ولهذا اتفقَ الصحابةُ على قتالِ مانعِي الزكاةِ، وقالَ أبو بكر : «لأقاتلنَّ مَنْ فرَّقَ بينَ الصلاةِ والزكاةِ» (٢).

* فقولهُ تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً﴾ [التوبة: ١٠٣] هذا الأمرُ موجَّهٌ للنبيِّ ، ومنْ قامَ مقامَهُ، أنْ يأخذَ من أموالِ المسلمينَ صدقةً، وهيَ الزكاةُ، وهذا شاملٌ لجميعِ الأموالِ المتمولةِ: من أنعامٍ، وحروثٍ، ونقودٍ، وعُرُوضٍ؛ كما صرحَ بهِ في الآيةِ الأخرى: ﴿مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾ [البقرة: ٢٦٧] من النقودِ والعروضِ والماشيةِ المنماةِ، ﴿وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ﴾ من الحبوبِ والثمارِ.


(١) بعدها في (خ): الآية.
(٢) البخاري (١٣٩٩)، ومسلم (٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>