للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحذَفَ المتعلقَ ليعمَّ الخوفُ من العدوِ والسبعِ، ومن فواتِ ما يتضررُ بفواتهِ أو تفويتهِ.

وفي هذهِ الحالِ لا يلزمهُ استقبالُ القبلةِ، بلْ قبلتهُ حيثُما كان وجههُ، ومثلُ ذلكَ إذا اشتبهَتِ القبلةُ في السفرِ، ومثلُ ذلكَ صلاةُ النافلةِ في السفرِ على الراحلةِ، وكلُّ هذا داخلٌ في قولهِ: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (١١٥)[البقرة: ١١٥].

فهذهِ صلاةُ المعذورِ بالخوفِ، فإذا حصلَ الأمنُ صلَّى صلاةً كاملةً.

* ويدخلُ في قولهِ: ﴿فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ﴾ [البقرة: ٢٣٩] تكميلُ الصلواتِ، ويدخلُ فيه أيضًا الإكثارُ من ذكرِ اللهِ؛ شكرًا لهُ على نعمةِ الأمنِ، وعلى نعمةِ التعليمِ.

* وفي الآيةِ الكريمةِ: فضيلةُ العلمِ، وأنَّ على مَنْ علَّمَهُ اللهُ ما لم يكنْ يعلمُ الإكثارَ من ذكرِ اللهِ.

وفيهِ: تنبيهٌ على أنَّ الإكثارَ من ذكرِ اللهِ سببٌ لنيلِ علومِ أُخَرَ لم يكُنِ العبدُ ليعرفَها؛ فإنَّ الشكرَ مقرونٌ بالمزيدِ.

* وقدْ ذكرَ اللهُ صلاةَ الخوفِ في سورةِ النساءِ في قولهِ: ﴿وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ﴾ [النساء: ١٠٢] (١)، فأمرَ بها على تلكَ الصفةِ تحصيلًا للجماعةِ لها، وقيامًا للألفةِ، وجمعًا بينَ القيامِ بالصلاةِ والجهادِ حسبَ الإمكانِ، وبالقيامِ بالواجباتِ معَ التحرزِ من شرورِ الأعداءِ؛ فسبحان مَنْ جعَلَ في كتابهِ الهدَى والنورَ والرشادَ، وإصلاحَ الأمورِ كلِّها.


(١) بعدها في (خ): الآيات.

<<  <  ج: ص:  >  >>