للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (٢٣٨) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٨ - ٢٣٩] إلى آخرِ الآيةِ.

* يأمرُ تعالى بالمحافظةِ على الصلواتِ عمومًا، وعلى الصلاةِ الوسطَى -وهيَ صلاةُ العصرِ- خصوصًا؛ لفضلِها وشرفِها، وحضورِ ملائكةِ الليلِ والنهارِ فيها، ولكونِها ختامَ النهارِ.

* والمحافظةُ على الصلواتِ: عنايةُ العبدِ بها من جميعِ الوجوهِ التي أمرَ الشارعُ بها وحثَّ عليها: من مراعاةِ الوقتِ، وصلاةِ الجماعةِ، والقيامِ بكلِّ ما بهِ تكملُ وتتمُّ، وأنْ تكونَ صلاةً كاملةً تنهَى صاحبَها عن الفحشاءِ والمنكرِ، ويزدادُ بها إيمانهُ، وذلكَ إذا حصلَ فيها حضورُ القلبِ وخشوعُهُ الذي هوَ لبُّها وروحُها؛ ولهذا قالَ: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] أي: مخلصينَ خاشعينَ للهِ، فإنَّ القنوتَ هوَ دوامُ الطاعةِ معَ الخشوعِ؛ ومنْ تمامِ ذلكَ سكونُ الأعضاءِ [والسكوتُ] (١) عن كلِّ كلامٍ لا تعلُّقَ لهُ بالصلاةِ.

* وفيها: أنَّ القيامَ في صلاةِ الفريضةِ ركنٌ إنْ كان المرادُ بالقيامِ هنا الوقوفَ، فإنْ أُريدَ بهِ القيامُ بأفعالِ الصلاةِ عمومًا دلَّ على الأمرِ بإقامتِها كلِّها، وأنْ تكونَ قائمةً تامةً غيرَ ناقصةٍ.

* ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] أي: فصلُّوا الصلاةَ رِجالًا، أي: ماشينَ على أرجلِكم أو ساعينَ عليها، أو ركبانًا على الإبلِ وغيرِها من المركوباتِ.


(١) زيادة من (خ).

<<  <  ج: ص:  >  >>