للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وتطهرُ المالَ من الأوساخِ والآفاتِ؛ فإنَّ للأموالِ آفاتٍ مثلَ آفاتِ الأبدانِ، وأعظمُ آفاتِها أنْ تخالطَها الأموالُ المحرمةُ؛ فهيَ للأموالِ مثلُ الجربِ تَسْحَتُهُ، وتُحلُّ بهِ النكباتِ والنوائبَ المزعجةَ، فإخراجُ الزكاةِ تطهيرٌ لهُ من هذهِ الآفةِ المانعةِ لهُ من البركةِ والنماءِ، فيستعدُّ بذلكَ للنماءِ والبركةِ، وتوجيههِ للأمورِ النافعةِ.

* وأمَّا قولهُ: ﴿وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة: ١٠٣] فالزكاةُ هيَ النماءُ والزيادةُ:

• فهيَ تنمِّي المؤتِيَ للزكاةِ: تنمِّي أخلاقَهُ، وتحلُّ البركةُ في أعمالهِ، ويزدادُ بالزكاةِ ترقيًا في مكارم الأخلاقِ ومحاسنِ الشيمِ، وتنمِّي المالَ بزوالِ ما بهِ ضررهُ، وحصولِ

ما فيه خيرهُ، وتحلُّ فيه البركةُ من اللهِ؛ ولهذا قالَ النبيُّ : «ما نقصَتْ صدقةٌ من مالٍ» (١)، بلْ تزيدهُ.

• وتنمِّي أيضًا المخرجَ إليهِ؛ فتسدُّ حاجتَهُ (٢).

* وتقومُ المصلحةُ الدينيةُ التي تُصرفُ فيها الزكاةُ: كالجهادِ، والعلمِ، والإصلاحِ بينَ الناسِ، والتأليفِ، ونحوِها.

* وأيضًا تَدفعُ عاديةَ الفقرِ والفقراءِ؛ فإنَّ أربابَ الأموالِ إذا احتكرُوها واحتجزُوها ولم يؤدُّوا منها شيئًا للفقراءِ اضطرَّ الفقراءُ وهم جمهورُ الخَلقِ، وثارُوا بالشرِّ والفسادِ على أربابِ الأموالِ؛ وبهذا ونحوهِ تسلطَتِ البلاشفةُ (٣) على الخَلقِ.


(١) مسلم (٢٥٨٨).
(٢) في (خ): حاجة الفقر.
(٣) البلاشفة: حزب شيوعي يساري، أسسه «فلاديمير لينين» عام (١٩٠٣ م)، واستطاعوا إسقاط الحكم القيصري عام (١٩١٧ م)، وعُرفوا فيما بعد باسم «الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي». انظر: تاريخ الثورة الروسية، ليون تروتسكي، ترجمة أكرم ديري والهيثم الأيوبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>