للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠)[التوبة: ٦٠].

* المرادُ بالصدقاتِ هنا: الزكاةُ، فهؤلاءِ الثمانيةُ هم أهلُها، إذا دُفعَتْ إلى جهةٍ من هذهِ الجهاتِ أجزأَتْ ووقعَتْ موقعَها، وإنْ دُفعَتْ في غيرِ هذهِ الجهاتِ لم تَجُزْ.

* وهؤلاءِ المذكورونَ فيها قسمانِ:

* قسمٌ يأخذُ لحاجتهِ: كالفقراءِ، والمساكينِ، والرقابِ، وابنِ السبيلِ، والغارمِ لنفسهِ.

* وقسمٌ يأخذُ لنفعهِ العموميِّ والحاجةِ إليهِ، وهم البقيةُ.

* فأمَّا الفقراءُ والمساكينُ فهم خلافُ الأغنياءِ، والفقيرُ أشدُّ حاجةً من المسكينِ؛ لأنَّ اللهَ بدأَ بهِ، والأهمُّ مقدمٌ في الذكرِ غالبًا، ولكنَّ الحاجةَ تجمعُ الصنفينِ.

* ﴿وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا﴾ وهم: السعاةُ الذينَ يَجْبُونها ويكتبونَها ويحفظونَها، ويقسمونَها على أهلِها، فهم يُعطَونَ ولو كانوا أغنياءَ؛ لأنها بمنزلةِ الأجرةِ في حقِّهم.

* ﴿وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ﴾ وهم: ساداتُ العشائرِ والرؤساءُ، الذينَ إذا أُعطوا حصلَ في إعطائِهم مصلحةٌ للإسلامِ والمسلمينَ: إمَّا دفعُ شرِّهم عن المسلمينَ، وإمَّا رجاءُ إسلامِهم وإسلامِ نظرائِهم، أو جبايتِها ممن لا يُعطِيها، أو يُرجَى قوةُ إيمانهم.

* ﴿وَفِي الرِّقَابِ﴾ أي: في فكِّها من الرقِّ: كإعانةِ المكاتبينَ، وكبذِلها في شراءِ الرقابِ لعتقِها، وفي فكِّ الأسارى من المسلمينَ عندَ الأعداءِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>