للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وفي قولهِ: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: ١٩٨] دلالةٌ على أمورٍ:

* أحدها: أنَّ الوقوفَ بعرفةَ من المشاعرِ الجليلةِ، ومن أركانِ الحجِّ، فإنَّ الإفاضةَ من عرفاتٍ لا تكونُ إلا بعدَ الوقوفِ الذي هوَ ركنُ الحجِّ الأعظمُ بعدَ الطوافِ.

* الثاني: الأمرُ بذكرِ اللهِ عندَ المشعرِ الحرامِ وهوَ المزدلفةُ، وذلكَ أيضًا معروفٌ، يكون الحاجُّ ليلةَ النحرِ بائتًا بها، وبعدَ صلاةِ الفجرِ يقفُ في المزدلفةِ داعيًا حتى يسفرَ جدًّا.

ويدخلُ في ذكرِ اللهِ عندَ المشعرِ الحرامِ: ما يقعُ في المشعرِ من الصلواتِ فرضِها ونفلِها.

* الثالث: أنَّ الوقوفَ بمزدلفةَ متأخرٌ عن الوقوفِ بعرفةَ، كما تدلُّ عليهِ (الفاءُ) المفيدةُ للترتيبِ.

* الرابع والخامس: أنَّ عرفاتٍ ومزدلفةَ كليهما من مشاعرِ الحجِّ المقصودِ فعلُها وإظهارُها.

* السادس: أنَّ مزدلفةَ في الحرمِ، كما قيدَهُ بالمشعرِ الحرامِ.

* السابع: أنَّ عرفة بالحِلِّ، كما هوَ مفهومُ التقييدِ بمزدلفةَ.

* ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ أي: اذكرُوا اللهَ كما مَنَّ عليكم بالهدايةِ بعدَ الضلالةِ، وكما علمَكم ما لم تكونُوا تعلمونَ، فهذهِ من أكبرِ النعمِ التي يجبُ شكرُها ومقابلتُها بالإكثارِ من ذكرِ المُنعِمِ بالقلبِ واللسانِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>