للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٤٥) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (٤٦) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (٤٧)[الأنفال: ٤٥ - ٤٧].

* هذهِ الآياتُ تضمنتِ الأمرَ بجهادِ الأعداءِ، والإرشادَ إلى الأسبابِ التي ينبغِي للجيوشِ والمجاهدينَ الأخذُ بها، فمِن أعظمِها وأهمِّها أمرانِ:

* الصبرُ، وهوَ: الثباتُ التامُّ وإبداءُ كلِّ مجهودٍ في تحصيلِ ذلكَ.

* والثاني: التوكلُ على اللهِ، والتضرعُ إليهِ، والإكثارُ من ذكرهِ.

فمتى اجتمعَ الأمرانِ على وجهِ الكمالِ والتكميلِ فقدْ أتَى المجاهدونَ بالأسبابِ الوحيدةِ للنصرِ والفلاحِ؛ فليبشرُوا بنصرِ اللهِ وليثقُوا بوعدهِ.

* فيدخلُ [في الأمرِ] (١) بالصبرِ والثباتِ:

* تمرينُ النفوسِ على ذلكَ، فإنهُ مَنْ يتصبَّرْ يصبِّرْهُ اللهُ.

* وتعلمُ الرميِ والركوبِ والفنونِ العسكريةِ المناسبةِ للزمانِ، فإنَّ التعليمَ وتعلمَ أمورِ الجهادِ من أكبرِ العونِ على الثباتِ والصبرِ.

* ومن ذلكَ: الحثُّ على الشجاعةِ، والسعيُ في أسبابِها، والترغيبُ في فضائلِ الجهادِ، وما فيه من الثمراتِ العاجلةِ والآجلةِ، وما في تضييعهِ من ضياعِ الدينِ والدنيا، واستيلاءِ الأعداءِ، والذلِّ والدمارِّ، فإنَّ النفوسَ الأبيَّةَ والهممَ العليَّةَ لا ترضى لأنفسِها


(١) كذا في (خ). وفي (ط): بالأمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>