للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالَ نوحٌ: ﴿رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٤٧) قِيلَ يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (٤٨)[هود: ٤٧ - ٤٨].

فهبَطَ، وبارَكَ اللهُ في ذريتهِ، وجعَلَ ﴿ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ﴾ [الصافات: ٧٧]، فكان أولادُهُ: يافِث ملأَ المشرقَ من الذريةِ، وحام ملأَ المغربَ من النسلِ، وسام ملأَ ما بينَ ذلكَ.

ومكَثَ في قومهِ ﴿أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾ [العنكبوت: ١٤]، ومكثَ بعدَ هلاكِهم ما شاءَ اللهُ.

وكان مِنْ أولي العزمِ من المرسلينَ، ومِن الخمسةِ الذينَ تدورُ عليهم الشفاعةُ يومَ القيامةِ، وهوَ أولُ الرسلِ إلى الناسِ، وهوَ الأبُ الثاني للبشرِ تسليمًا.

* يُستفادُ مِنْ هذهِ القصةِ أمورٌ:

* منها: أنَّ جميعَ الرسلِ من نوحٍ إلى محمدٍ -صلى اللهُ عليهم وسلمَ- متفقونَ على الدعوةِ إلى التوحيدِ الخالصِ، والنهيِ عن الشركِ، فنوحٌ وغيرُه أولُ ما يقولونَ لقومِهم: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: ٥٩]، [ويقرِّرونَ] (١) هذا الأصلَ بطرقٍ كثيرةٍ.

* ومنها: آدابُ الدعوةِ وتمامُها:

• فإنَّ نوحًا دعَا قومَهُ ليلًا ونهارًا، وسرًّا وجهارًا، بكلِّ وقتٍ، وبكلِّ حالةٍ يَظنُّ فيها نجاحَ الدعوةِ.


(١) كذا في (خ). وفي (ط): ويكررون.

<<  <  ج: ص:  >  >>