فهبَطَ، وبارَكَ اللهُ في ذريتهِ، وجعَلَ ﴿ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ﴾ [الصافات: ٧٧]، فكان أولادُهُ: يافِث ملأَ المشرقَ من الذريةِ، وحام ملأَ المغربَ من النسلِ، وسام ملأَ ما بينَ ذلكَ.
ومكَثَ في قومهِ ﴿أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾ [العنكبوت: ١٤]، ومكثَ بعدَ هلاكِهم ما شاءَ اللهُ.
وكان مِنْ أولي العزمِ من المرسلينَ، ومِن الخمسةِ الذينَ تدورُ عليهم الشفاعةُ يومَ القيامةِ، وهوَ أولُ الرسلِ إلى الناسِ، وهوَ الأبُ الثاني للبشرِ ﷺ تسليمًا.
* يُستفادُ مِنْ هذهِ القصةِ أمورٌ:
* منها: أنَّ جميعَ الرسلِ من نوحٍ إلى محمدٍ -صلى اللهُ عليهم وسلمَ- متفقونَ على الدعوةِ إلى التوحيدِ الخالصِ، والنهيِ عن الشركِ، فنوحٌ وغيرُه أولُ ما يقولونَ لقومِهم: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: ٥٩]، [ويقرِّرونَ](١) هذا الأصلَ بطرقٍ كثيرةٍ.