* ومنها: أنَّ الشُّبَهَ التي قدَحَ فيها أعداءُ الرسلِ برسالتِهم من الأدلةِ على إبطالِ قولِ المكذبينَ، فإنَّ الأقوالَ التي قالوها -ولم يكنْ عندَهم غيرُها- ليسَ لها حظٌّ من العلمِ والحقيقةِ عندَ كلِّ عاقلٍ:
ومضمونُ هذا الكلامِ: أنَّ كلَّ قولٍ قالَهُ البشرُ من أيِّ مصدرٍ يكونُ باطلًا، وهذا قدحٌ منهم في جميعِ العلومِ البشريةِ المستفادةِ من البشرِ، ومعلومٌ أنَّ هذا يُبطِلُ العلومَ كلَّها، فهلْ عندَ البشرِ علومٌ إلا مستفيدُها بعضُهم من بعضٍ، وهيَ متفاوتةٌ، فأعظمُها وأصدقُها وأنفعُها ما تلقاهُ الناسُ عن الرسلِ الذينَ علومُهم عن وحيٍ إلهيٍّ.