فما هوَ عليهِ في التوحيدِ والأصولِ والعقائدِ والأخلاقِ وجميعِ ما قُصَّ علينا من نبئهِ، فإنَّ اتباعَنا إياهُ مِنْ دينِنا؛ ولهذا لما كان هذا أمرًا عامًّا لأحوالهِ كلِّها استثنَى اللهُ حالةً من أحوالهِ فقالَ: ﴿إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ﴾ [الممتحنة: ٤] أي: فلا تقتدُوا بهِ في هذهِ الحالِ بالاستغفارِ للمشركينَ؛ فإنَّ استغفارَ إبراهيمَ لأبيهِ إنما كان ﴿عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ﴾ [التوبة: ١١٤].
* ومنها: أنَّ اللهَ اتخذَهُ خليلًا، والخلةُ أعلى درجاتِ المحبةِ، وهذهِ المرتبةُ لم تحصلْ لأحدٍ من الخلقِ إلا للخليلَينِ إبراهيمَ ومحمدٍ صلى اللهُ عليهما وسلمَ.
* ومنها: ما أكرمَهُ اللهُ بهِ من الكراماتِ المتنوعةِ:
• جعَلَ في ذريتهِ النبوةَ والكتابَ.
• وأخرجَ من صلبهِ أمتَينِ هما أفضلُ الأممِ: العربُ، وبنو إسرائيلَ.