للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالَ -جلَّ ذكرُهُ- في الثناءِ عمومًا على مَنْ يدعو اللهَ بصلاحِ ذريتهِ: ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأحقاف: ١٥]، فإنَّ العبدَ إذا ماتَ «انقطَعَ عملُهُ إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفعُ بهِ، أو ولدٍ صالحٍ يدعُو لهُ» (١).

* ومنها: أنَّ المشاعرَ ومواضعَ الأنساكِ من جملةِ الحِكَمِ فيها: أنَّ فيها تذكيراتٍ بمقاماتِ الخليلِ وأهلِ بيتهِ في عباداتِ ربِّهم، [وإيمانًا] (٢) باللهِ ورسلهِ، [وحثًّا] (٣) على الاقتداءِ بهم في كلِّ أحوالِهم الدينيةِ، وكلُّ أحوالِ الرسلِ دينيةٌ؛ لقولهِ تعالى: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة: ١٢٥].

* ومنها: الأمرُ بتطهيرِ المسجدِ الحرامِ من الأنجاسِ، ومن جميعِ المعاصِي القوليةِ والفعليةِ؛ تعظيمًا للهِ وإعانةً وتنشيطًا للمتعبِّدِينَ فيه، ومثلُهُ بقيةُ المساجدِ؛ لقولهِ ﷿: ﴿وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [الحج: ٢٦]، وقالَ: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾ [النور: ٣٦].

* ومنها: أنَّ أفضلَ الوصايا على الإطلاقِ ما وصَّى بهِ إبراهيمُ بنيهِ ويعقوبُ، وهوَ الوصيةُ بملازمةِ القيامِ بالدِّينِ، وتقوَى اللهِ، والاجتماعِ على ذلكَ، وهيَ وصيتهُ تعالى للأولينَ والآخرينَ؛ إذْ بها السعادةُ الأبديةُ والسلامةُ من شرورِ الدنيا والآخرةِ.


(١) مسلم (١٦٣١).
(٢) في (خ) و (ط): إيمان. والمثبت موافق لقواعد اللغة.
(٣) في (خ) و (ط): وحث. والمثبت موافق لقواعد اللغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>