للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ومنها: أنَّ العاملَ كما عليهِ أنْ يتقنَ عملَهُ ويجتهدَ في إيقاعهِ على أكملِ الوجوهِ، فعليهِ معَ ذلكَ أنْ يكونَ بينَ الخوفِ والرجاءِ، وأنْ يتضرَّعَ إلى ربِّهِ في قبولهِ وتكميلِ نقصهِ، والعفوِ عما وقعَ فيه من خللٍ أو نقصٍ، كما كان إبراهيمُ وإسماعيلُ يرفعانِ القواعدَ من البيتِ، وهما بهذا الوصفِ الكاملِ.

* ومنها: أنَّ الجمعَ بينَ الدعاءِ للهِ بمصالحِ الدنيا والدينِ من سبيلِ أنبياءِ اللهِ، وكذلكَ السعيُ في تحصيلِهما.

الدينُ هوَ الأصلُ والمقصودُ الذي خُلِقَ لهُ الخلقُ، والدنيا وسيلةٌ ومعونةٌ عليهِ؛ لدعاءِ الخليلِ لأهلِ البيتِ الحرامِ بالأمرَينِ، وتعليلهِ الدعاءَ بالأمورِ الدنيويةِ أنهُ وسيلةٌ إلى الشكرِ فقالَ: ﴿وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ [إبراهيم: ٣٧].

* ومنها: ما اشتملَتْ عليهِ قصةُ إبراهيمَ من مشروعيةِ الضيافةِ وآدابِها:

• فإنَّ اللهَ أخبَرَ عن ضيفهِ أنهم مكرمونَ، يعني: أنهم كرماءُ على اللهِ.

• وأيضًا إبراهيمُ أكرمَهم بضيافتهِ قولًا وفعلًا؛ فإكرامُ الضيفِ من الإيمانِ.

• وأنهُ خدمَهم بنفسهِ.

• وبادَرَ بضيافتِهم قبلَ كلِّ شيءٍ.

• وأتى بأطيبِ مالهِ: عجلٍ حنيذٍ سمينٍ، وقرَّبَهُ إليهم، ولمِ يحوِجْهم إلى الذهابِ إلى محلٍّ آخرَ.

• وعرَضَ عليهم الأكلَ بلفظٍ رقيقٍ فقالَ: ﴿أَلَا تَأْكُلُونَ﴾ [الذاريات: ٢٧].

* ومنها: مشروعيةُ السلامِ، وأنَّ المبتدئَ فيه هوَ الداخلُ وهوَ الماشي، وأنهُ يجبُ ردُّهُ، ومشروعيةُ الوقوفِ على اسمِ مَنْ يتصلُ بكَ من صاحبٍ ومُعاملٍ وضيفٍ؛ لقولهِ:

<<  <  ج: ص:  >  >>