للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿قَوْمٌ مُنْكَرُونَ﴾ [الذاريات: ٢٥] أي: لا أعرفُكم؛ فأُحِبُّ أنْ تعرفوني بأنفسِكم؛ وهذا ألطفُ من قولهِ: (أنكرتُكم) ونحوه.

* ومنها: الترغيبُ في أنْ يكونَ أهلُ الإنسانِ ومَن يتولَّى شؤونَ بيتهِ حازمِينَ مستعدِّينَ لكلِّ ما يُرادُ منهم من الشؤونِ والقيامِ بمهماتِ البيتِ؛ فإنَّ إبراهيمَ في الحالِ بادَرَ إلى أهلهِ فوجَدَ طعامَ ضيوفهِ حاضرًا لا يُحوجُ إلا إلى تقديمهِ.

* ومنها: أنَّ إتيانَ الولدِ والبشارةَ بهِ من سارةَ، وهيَ عجوزٌ عقيمٌ، يعدُّ معجزةً لإبراهيمَ وكرامةً لسارةَ، ففيهِ معجزةُ نبيٍّ وكرامةُ وليٍّ، ونظيرهُ بشارةُ الملائكةِ لمريمَ بعيسَى، وبشارتُهم بيحيى لزكريا وزوجتهِ، وكونُ زكريا جَعَلَ اللهُ آيةَ وجودِ المبشرِ بهِ ألَّا يكلمَ الناسَ ثلاثةَ أيامٍ، وهوَ سويٌّ لا آفةَ فيه، إلا بالرمزِ والإشارةِ.

وكلُّ هذا وما أشبهَهُ من آياتِ اللهِ، وأعجَبَ من هذا: إيجادُهُ آدمَ من ترابٍ، فسبحانَ مَنْ هوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ!

* ومنها: ثناءُ اللهِ على إبراهيمَ أنهُ أتى ربَّهُ بقلبٍ سليمٍ، وقدْ قالَ: ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)[الشعراء: ٨٨ - ٨٩]، والجامعُ لمعناهُ أنهُ:

• سليمٌ من الشرورِ كلِّها ومن أسبابِها، ملآنُ من الخيرِ والبرِّ والكرمِ.

• سليمٌ من الشبهاتِ القادحةِ في العلمِ واليقينِ، ومن الشهواتِ الحائلةِ بينَ العبدِ وبينَ كمالهِ.

• سليمٌ من الكبرِ ومن الرياءِ والشقاقِ والنفاقِ وسوءِ الأخلاقِ.

• وسليمٌ من الغلِّ والحقدِ، ملآنُ بالتوحيدِ والإيمانِ والتواضعِ للحقِّ وللخلقِ، والنصيحةِ للمسلمينَ، والرغبةِ في عبوديةِ اللهِ، وفي نفعِ عبادِ اللهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>