* ذكرُ الفوائدِ المستنبطةِ، نصًّا أو ظاهرًا أو تعميمًا أو تعليلًا، من قصةِ موسى ﷺ:
* منها: لطفُ اللهِ بأمِّ موسى بذلكَ الإلهامِ الذي بهِ سَلِمَ ابنُها، ثم تلكَ البشارةِ من اللهِ لها بردِّهِ إليها، التي لولاها لقضَى عليها الحزنُ على ولدِها، ثم ردِّهِ إليها بإلجائهِ إليها قدرًا بتحريمِ المراضعِ عليهِ؛ وبذلكَ وغيرهِ يُعلَمُ أنَّ ألطافَ اللهِ على أوليائهِ
* ومنها: أنَّ آياتِ اللهِ وعبرَهُ في الأممِ السابقةِ إنما يَستفيدُ منها ويَستنيرُ بها المؤمنونَ، واللهُ يسوقُ القصصَ لأجلِهم، كما قالَ تعالى في هذهِ القصةِ: ﴿نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣)﴾ [القصص: ٣].
* ومنها: أنَّ اللهَ إذا أرادَ شيئًا هيَّأَ أسبابَهُ، وأتى بهِ شيئًا فشيئًا بالتدريجِ، لا دفعةً واحدةً.
* ومنها: أنَّ الأمةَ المستضعفةَ -ولوْ بلغَتْ في الضعفِ ما بلغَتْ- لا ينبغِي أنْ يستوليَ عليها الكسلُ عن السعيِ في حقوقِها، ولا اليأسُ من الارتقاءِ إلى أعلى الأمورِ، خصوصًا إذا كانوا مظلومينَ، كما استنقَذَ اللهُ بني إسرائيلَ على ضعفِها واستعبادِها لفرعونَ وملئهِ منهم، ومكَّنَهم في الأرضِ، وملَّكَهم بلادَهم.