للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ومنها: أنَّ الأمةَ ما دامَتْ ذليلةً مقهورةً لا تطالِبُ بحقِّها لا يقومُ لها أمرُ دينِها، كما لا يقومُ لها أمرُ دنياها.

* ومنها: أنَّ الخوفَ الطبيعيَّ من الخلقِ لا يُنافي الإيمانَ ولا يزيلهُ، كما جرَى لأمِّ موسى ولموسى من تلكَ المخاوفِ.

* ومنها: أنَّ الإيمانَ يزيدُ وينقصُ؛ لقولهِ: ﴿لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [القصص: ١٠]، والمرادُ بالإيمانِ هنا: زيادتهُ وزيادةُ طمأنينتهِ.

* ومنها: أنَّ من أعظمِ نعمِ اللهِ على العبدِ: تثبيتَ اللهِ لهُ عندَ المقلقاتِ والمخاوفِ، فإنهُ كما يزدادُ بهِ إيمانهُ وثوابهُ فإنهُ يتمكنُ من القولِ الصوابِ والفعلِ الصوابِ، ويبقَى رأيهُ وأفكارهُ ثابتةً؛ وأما مَنْ لم يحصُلْ لهُ هذا الثباتُ، فإنهُ لقلقهِ وروعهِ يضيعُ فكرهُ، ويذهلُ عقلهُ، ولا ينتفعُ بنفسهِ في تلكَ الحالِ.

* ومنها: أنَّ العبدَ وإنْ عرَفَ أنَّ القضاءَ والقدرَ حقٌّ، وأنَّ وعدَ اللهِ نافذٌ لابدَّ منهُ؛ فإنهُ لا يهملُ فعلَ الأسبابِ التي تنفعُ؛ فإنَّ الأسبابَ والسعيَ فيها من قدرِ اللهِ، فإنَّ اللهَ قدْ وعدَ أمَّ موسى أنْ يردَّهُ عليها، ومعَ ذلكَ لما التقطَهُ آلُ فرعونَ سعَتْ بالأسبابِ، وأرسلَتْ أختَهُ لتقصَّهُ، وتعملَ الأسبابَ المناسبةَ لتلكَ الحالِ.

* ومنها: جوازُ خروجِ المرأةِ في حوائجِها، وتكليمِها للرجالِ، إذا انتفَى المحذورُ، كما صنعَتْ أختُ موسى، وابنتا صاحبِ مَدْينَ.

* ومنها: جوازُ أخذِ الأجرةِ على الكفالةِ والرضاعِ، كما فعلَتْ أمُّ موسى، فإنَّ شرْعَ مَنْ قبلَنا شرعٌ لنا ما لم يرِدْ مِنْ شرعِنا ما ينسخهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>