للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ومنها: كمالُ اعتناءِ المولى بأنبيائهِ وأصفيائهِ عندما يقعُ منهم بعضُ الهفواتِ؛ [بفتنتهِ] (١) إياهم، وابتلائِهم بما [به] (٢) يزولُ عنهم المحذورُ حتى يعودُوا أكملَ من أحوالِهم الأولى، كما جرى لداودَ وسليمانَ.

* ومنها: أنَّ الأنبياءَ معصومونَ (٣) فيما يبلِّغونَ عن اللهِ، فإنَّ اللهَ أمَرَ بطاعتِهم مطلقًا، ومقصودُ الرسالةِ لا يحصلُ إلا بذلكَ، وقدْ يجرِي منهم أحيانًا بعضُ مقتضياتِ الطبيعةِ من المخالفاتِ، ولكنَّ اللهَ تعالى يبادرُهم بلطفهِ، ويتداركُهم بالتوبةِ والإنابةِ.

* ومنها: أنَّ داودَ في أغلبِ أوقاتهِ [ملازمٌ] (٤) محرابَهُ لخدمةِ ربهِ، ولهُ وقتٌ يجلسُ فيه لحوائجِ الخلقِ، فقدْ أتمَّ القيامَ بحقِّ اللهِ وحقِّ عبادهِ.

* ومنها: أنهُ ينبغِي استعمالُ الأدبِ في الدخولِ على الناسِ، خصوصًا الحكامَ والرؤساءَ؛ فإنَّ الخصمَينِ لما دخلا على داودَ في حالةٍ غيرِ معتادةٍ، ومن غيرِ البابِ؛ فزِعَ منهم، واشتدَّ عليهِ ذلكَ، ورآهُ غيرَ لائقٍ بالحالِ.

* ومنها: أنهُ لا يَمنعُ الحاكمَ من الحكمِ بالحقِّ سوءُ أدبِ الخصمِ، وفعلُهُ ما لا ينبغِي.

* ومنها: كمالُ حلمِ داودَ؛ فإنهُ ما غضِبَ منهما حينَ جاءاهُ بغيرِ استئذانٍ، ولا انتهرَهما ولا وبَّخَهما.

* ومنها: جوازُ قولِ المظلومِ لمنْ ظلمَهَ: أنتَ ظلمتَنِي، أو: يا ظالمُ، ونحوهُ، أو: يا باغِي؛ لقولهِ: ﴿بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ﴾ [ص: ٢٢].


(١) كذا في (خ). وفي (ط): بفتنة.
(٢) زيادة من (خ).
(٣) بعدها في (خ): عن الخطأ.
(٤) في (خ) و (ط): ملازمًا. والمثبت موافق لقواعد اللغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>