* ومنها: أنهُ لا يلامُ العبدُ على دفعِ التهمةِ عن نفسهِ، بلْ ذلكَ مطلوبٌ، كما امتنعَ يوسفُ من الخروجِ من السجنِ حتى تتبيَّنَ لهم براءتهُ معَ النسوةِ اللاتي قطَّعْنَ أيديهنَّ.
* ومنها: فضيلةُ العلمِ: علمِ الشرعِ والأحكامِ، وعلمِ تعبيرِ الرؤيا، وعلمِ التدبيرِ والتربيةِ، وعلمِ السياسةِ؛ فإنَّ يوسف ﷺ إنما حصلَتْ لهُ الرفعةُ في الدنيا والآخرةِ بسببِ علمهِ المتنوعِ.
وفيهِ: أنَّ علمَ التعبيرِ داخلٌ في الفتوى، فلا يحلُّ لأحدٍ أنْ يجزمَ بالتعبيرِ قبلَ أنْ يعرفَ ذلكَ، كما ليسَ لهُ أنْ يفتيَ في الأحكامِ بغيرِ علمٍ؛ لأنَّ اللهَ سمَّاها فتوى في هذهِ السورةِ.
* ومنها: أنهُ لا بأسَ أنْ يخبرَ الإنسانُ عما في نفسهِ من الصفاتِ الكاملةِ، من العلمِ وغيرهِ، إذا كان في ذلكَ مصلحةٌ، وسَلِمَ من الكذبِ، ولم يقصِدْ بهِ الرياءَ؛ لقولِ يوسفَ: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٥٥].
وكذلكَ لا تذمُّ الولايةُ إذا كان المتولِّي لها يقومُ بما يقدرُ عليهِ من إقامةِ الشرعِ، وإيصالِ الحقوقِ إلى أهلِها، وأنهُ لا بأسَ بطلِبها إذا كان أهلًا، وأعظمَ كفاءةً من غيرهِ، وإنما المذمومُ إذا لم يكنْ فيه كفاءةٌ، أو كان موجودًا مَنْ هوَ أمثلُ منهُ أو مثلُه، أو لم يُرِدْ بها إقامةَ أمرِ اللهِ، بلْ أرادَ الترؤُّسَ والمأكلةَ الماليةَ.
* ومنها: أنَّ اللهَ واسعُ الجودِ والكرمِ، يجودُ على عبدهِ بخيرِ الدنيا والآخرةِ، وأنَّ خيرَ الآخرةِ لهُ سببانِ، لا ثالثَ لهما:
• الإيمانُ بكلِّ ما أوجبَ اللهُ الإيمانَ بهِ.
• والتقوَى التي هيَ امتثالُ الأوامرِ الشرعيةِ واجتنابُ النواهِي.