للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيرَ طريقةِ إخوانهِ؛ فصدَقَ عليهم قولهُ تعالى: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ﴾ [ق: ٥]، وقولهُ: ﴿فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٨٣)[غافر: ٨٣].

والمقصودُ: أنَّ هذا الأصلَ العظيمَ قدْ دلَّتْ عليهِ جميعُ الأدلةِ بأجناسِها وأنواعِها، ودلَّ عليهِ الشرعُ المحكمُ والقدرُ العامُّ المنظمُ، ولم يقدَحْ فيه إلا هؤلاءِ الضُّلَّالُ الذينَ كان قدحُهم فيه أسقطَ اعتبارَهم، وبرهَنَ على فسادِ عقولِهم.

وانظرْ إلى الأصلِ الثاني وهوَ إثباتُ الرسالةِ، وأنَّ اللهَ قدْ أقامَ على صدقِ رسلهِ من الآياتِ ما على مثلهِ يؤمنُ البشرُ، وخصوصًا [محمدًا] (١) ، فإنَّ آياتِ نبوتهِ وأدلةَ رسالتهِ وصدقهِ متنوعةٌ:

• سيرتَهُ وأخلاقَهُ.

• وما جاءَ بهِ من الدينِ القويمِ.

• وحثَّهُ على كلِّ خلقٍ كريمٍ، وعملٍ صالحٍ، ونفعٍ وإحسانٍ وعدلٍ.

• ونهيَهُ عن ضدِّ ذلكَ.

• وما جاءَ بهِ من الوحيِ -الكتابِ والسنةِ- كلُّهُ جملةً وتفصيلًا براهينُ على نبوتهِ وصدقهِ.

• معَ ما أكرمَهُ اللهُ بهِ من النصرِ العظيمِ، وإظهارِ دينهِ على الأديانِ كلِّها.


(١) في (خ) و (ط): محمد. والمثبت موافق لقواعد اللغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>