• ومن إجابةِ الدعواتِ، وحلولِ أنواعِ البركاتِ التي لا تعدُّ أنواعُها، فضلًا عن أفرادهِا.
• وهذا بقطعِ النظرِ عن شهادةِ الكتبِ السابقةِ، وعن عجزِ المعارضينَ لهُ في مقاماتِ التحدِّي كلِّها، وعجزِهم عن نصرِ باطلِهم.
ولا يزالُ الباطلُ بينَ يدي ما جاءَ بهِ الرسولُ مخذولًا زاهقًا، بحيثُ إنَّ القائمينَ بما جاءَ بهِ الرسولُ، القائمينَ بمعرفةِ دينهِ، يتحدونَ جميعَ أهلِ الأرضِ أنْ يأتوا بصلاحٍ أو فلاحٍ أو رقيٍّ حقيقيٍّ أو سعادةٍ حقيقيةٍ بجميعِ وجوهِها، وأنهُ محالٌ أنْ يتوصلَ إلى شيءٍ من ذلكَ بغيرِ ما جاءَ بهِ الرسولُ، وأرشدَ إليهِ ودلَّ الخلقَ عليهِ.
ولولا الجهلُ بما جاءَ بهِ الرسولُ، والتعصباتُ الشديدةُ من الأعداءِ، والمقاوماتُ العنيفةُ، وإقامةُ الحواجزِ المتعددةِ العنيفةِ لمنعِ الجماهيرِ والدهماءِ من رؤيةِ الحقِّ الصريحِ والدينِ الصحيحِ - لم يبقَ على وجهِ الأرضِ دينٌ سوى دينِ محمدٍ ﷺ؛ لدعوتهِ وإرشادهِ وحثِّهِ على كلِّ صلاحٍ وإصلاحٍ وخيرٍ ورشدٍ، ولكنَّ مقاوماتِ الأعداءِ، ونصرَ القوةِ للباطلِ بالتمويهاتِ والتزويراتِ، وتقاعدَ أهلِ الدينِ عن القيامِ بهِ ونصرتهِ؛ هيَ التي منعَتْ أكثرَ الخلقِ من الوقوفِ على حقيقتهِ.
ثم انظرْ إلى الأصلِ الثالثِ وهوَ إثباتُ المعادِ والجزاءِ، كيفَ اتفقَتِ الكتبُ السماويةُ، والرسلُ العظامُ، وأتباعُهم على اختلافِ طبقاتِهم وتباينِ أقطارِهم وأزمانِهم وأحوالِهم - على الإيمانِ بهِ والاعترافِ التامِّ بهِ.
وكمَ أقامَ اللهُ عليهِ من الأدلةِ النقليةِ والعقليةِ، وكذلكَ الحسيةُ المشاهدةُ، ما يدلُّ أكبرَ دلالةٍ عليهِ، وكم أشهدَ عبادَهُ في هذهِ الدارِ أنموذجًا من الثوابِ والعقابِ، وأراهم حلولَ المَثُلاتِ بالمكذبينَ، وأنواعِ العقوباتِ الدنيويةِ بالمجرمينَ، كما أراهم نجاةَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute