هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤)﴾ [فصلت: ٣٤]، ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران: ١٥٩]، وبذلكَ تحصلُ الراحةُ للعبدِ، وتتيسرُ لهُ كثيرٌ من أحوالهِ.
• وجعلَ اللهُ الإنفاقَ في محلِّهِ سببًا للخلفِ العاجلِ والثوابِ الآجلِ، شاهدهُ قولهُ تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [سبأ: ٣٩].
• وجعلَ اللهُ لرزقهِ أبوابًا وأسبابًا متنوعةً، فمتى انغلقَ عن العبدِ بابٌ منها
فلا يحزنُ؛ فإنَّ اللهَ يفتحُ لهُ غيرَهُ، وقدْ يكونُ أقوى منهُ وأحسنَ، وقدْ يكونُ مثلَهُ ودونَهُ، شاهدهُ قولهُ تعالى: ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ﴾ [النساء: ١٣٠]، وقولهُ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [التوبة: ٢٨] الآية.
• وجعلَ اللهُ التحرزَ والبعدَ عن الموبقاتِ المهلكةِ، والحذرَ من وسائلِها؛ طريقًا سهلًا هينًا لتركِها، شاهدهُ قولهُ تعالى: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١٨٧] أي: محارمُهُ،
﴿فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾ [البقرة: ١٨٧] أي: لا تفعلُوها ولا تحومُوا حولَها؛ فمَن رعَى حولَ الحِمَى يوشك أنْ يقعَ فيه.
وإذا قيلَ مثل هذهِ الآيةِ: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾ [البقرة: ١٨٧] كان المرادُ بالحدودِ: المحارمَ، وأما إذا قيلَ: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا﴾ [البقرة: ٢٢٩] فهذهِ الحدودُ التي حدَّدَها اللهُ للمباحاتِ، فعلى العبدِ ألَّا يتجاوزَها؛ لأنهُ إذا تجاوزَ المباحَ وقعَ في المحرمِ، فافهمِ الفرقَ بينَ الأمرينِ.
• وجعلَ اللهُ السببَ الوحيدَ القويَّ المثمرَ للثمراتِ الجليلةِ للدعوةِ إلى سبيلهِ؛ هوَ ما تضمنَتْهُ هذهِ الآيةُ: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: ١٢٥]:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute